قال باحثون اسكتلنديون إنهم تمكنوا من زراعة وإنماء عضو فعال داخل جسد الفئران، لأول مرة في التاريخ، مما يمهد الطريق لبدائل جديدة لزراعة الأعضاء عند البشر.
وأوضح الباحثون، في "المركز الطبي لأبحاث الطب التجديدي" بجامعة إدنبرة الاسكتلندية، فى دراستهم التى نشروا تفاصيلها نهاية الأسبوع المنصرم، في مجلة " Nature Cell Biology" العلمية، أن العضو الذى تم إنمائه عبارة عن مجموعة من الخلايا، تطورت ونمت لتصبح "الغدة الزعترية"، وهي جزء هام من الجهاز المناعي، عند زرعها في أجساد الفئران.
الباحثون قالوا إن الغدة الزعترية تقع بالقرب من القلب، وتفرز خلايا تعرف بالخلايا التائية، وهى أحد أهم مكونات الجهاز المناعي التي تحارب العدوي.
وبدأ الباحثون عملية إنماء العضو، عبر خلايا مأخوذة من أحد أجنة الفئران، وأعيد ضبط هذه الخلايا وراثيًا لتبدأ في التحول لنوعية الخلايا الموجودة في الغدة الزعترية، كما أدمجت معها خلايا أخرى مساعدة، وزرعت داخل أجساد الفئران، وبمجرد زرعها، تطورت الخلايا إلى أن أصبحت غدة زعترية فعّالة.
ووجد الباحثون أن الغدة الزعترية التى تم تطويرها تتكون من جزئين هما القشرة والنخاع، كما تفرز الخلايا التائية بشكل فعال.
وأشار الباحثون إلى أن كشفهم الجديد يمكن أن يفيد المرضى الذين يحتاجون زراعة نخاع للعظام أو الأطفال الذين ولدوا بدون غدة زعترية فاعلة، كذلك تمتد فائدة الاكتشاف إلى كبار السن، إذ تنكمش الغدة مع التقدم في السن، مما يضعف الجهاز المناعي.
فى المقابل، قال الباحثون إن نتائج البحث مبشرة، لكن لا زالوا يحتاجون إلى سنوات من الاختبار، قبل تطبيقه في العلاجات البشرية.
واعترف الباحثون بأن الطريقة الحالية تواجه بعض العقبات أمام نقلها من التجارب الحيوانية إلى العلاج البشري، إذ تعتمد التجارب على الأجنة، ممايعني أن تنمية الغدة لن تعتمد على توافق الأنسجة مع المريض، كما أنهم يحتاجون للتأكد من أن زرع الخلايا لا يعرض المرضى لخطر الإصابة بالسرطان، نتيجة نمو الخلايا بشكل خارج عن السيطرة.