متى كنًا بحاجة إلى مفتي "الناتو" وأعوانه؟!

لسنا بصدد الخوض في قيمة علماء بلاد شنقيط، ولا بدورهم في نشر العلوم الشرعية في كافة أصقاع المعمورة، لأننا: قومٌ اتخذنا من ظهور العيسِ مدرسة بها نُبين دين الله تبيانا.

لم تكن هذه البلاد في يوم من الأيام بحاجة إلى تصدير تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ولا باتخاذ "مراجع" دينية أو فكرية يعود لها الأمر من قبل ومن بعد، بل ظلًت تنعمُ في رخاء الوئام والتآخي وطاعة ولي الأمر وأتباع أهل الحكمة والنصيحة.

ورغم سعي بعض أبناء الوطن جرً بلدهم إلى أتون الفتن ومحاولة إقحامه ضمن موجة ربيع الغرب المدعوم من إسرائيل ضد المسلمين، إلاً أن كل تلك المساعي والمحاولات اصطدمت بإرادة شعب يميزٌ بين الحق و الباطل ويلفظُ سريعاً كلً من تسول له نفسه النيل من بلده.

لا شك أن ممثلي "الإخوان" في موريتانيا ومعاونيهم في العارضة يدركون جيداً بأننا لسنا في حاجة لفتاوى القادمة من قطر ولا لاجتهادات قرضاوي "الناتو" ولا إعلام إمارة المنقلبين على آباءهم فنحن وعلماءنا في حلً لما أريد به باطل وليست استقالة العلامة عبد الله ولد بيًه من اتحاد علماء "الإخوان" سوى اكبر دليل على أن أهداف ذاك الإتحاد لا تخدم الإسلام والمسلمين.

وهنا نؤكد بأننا لسنا ضد العلامة والشيخ الفاضل محمد الحسن ولد الددو، ولا ضد أي عالم من علماء بلاد شنقيط، لأننا مقتنعون بصلاح سريرتهم إن ابتعدوا عن بطانة الإخوان وزمرتهم، لكن في المقابل لن نقبل التقليل من احترام ولي الأمر ولا التدخل له في مسؤولياته؛..

فالدولة هي وحدها من تمنح التراخيص إن ارتأت في ذلك مصلحة، وتسحبها إن رأت العكس، أما أن يعطى لهذا القرار أو ما شابهه زخم بهذا الحجم، بل ويتم السعي لدويله من خلال إعلام الفتن والأزمات فتلك أمور كشفت نوايا أصحابها ووضعتهم في دائرة الاتهام والمسائلة.

نُدرك جيداً تفاصيل ما فعله علماء الإخوان في سوريا والعراق وليبيا، وربما أصبحنا نحفظ عن ظهر قلب قائمة زعماء وقادة المسلمين ممن أهدر الإخوان دمهم والشعوب التي استباحوها ضحوة تحت رعاية إمارة السيليًة ومركز المعلومات الصهيوأمريكية (دولة قطر).

سنبقى بعيدين كل البعد عن تلك الجماعة وأذنابها في الوطن وخارجه، بل و محصًنين جميعاً ضد العابثين و المارقين فقد حبا الله برجال صادقين عارفين بالكتاب والسنة .. ولأننا شعبٌ اختار أن يسير خلف قائد هُمام لن يرضى بأن تتجرأ دولة مهما كانت قوتها أو "تنظيم" من أي نوع، على المساس بسيادة وطنه ومواطنيه، أحرى أن يعطي الفرصة لأشخاص بعدد أصابع اليد الواحدة، ولن يتساهل مع من ثبت تورطهم في دعم الإخوان من داخل النظام والمتآمرين معهم.

 

آتلانتيك ميديا

أحد, 30/09/2018 - 15:40

          ​