كثيرا ما تضع "اتلانتيك ميديا" بين يدي الرأي العام تحليلات سياسية تحمل مفاجآت وتوقعات عن الساحة السياسية وقل أن تخطئ مضاربها مفاصل الحدث، هذا ورغم أن الصراعات هي التي تؤدي لأي نقلة سياسية مؤثرة؛ فقد أخذت ملامح الجمهورية الثالثة تتضح في أفق السياسة المحلية من خلال إبراز أربعة رجال هم صفوة الساسة حاليا، حيث رسم ولد عبد العزيز من خلال التغييرات الأخيرة أبعادا تقريبية لمحيط الشكل النهائي للجمهورية الثالثة.
حيث سبق ل"اتلانتيك ميديا" أن توقعت أن يكون أحد كبار الجنرالات وزيرا للدفاع، وهو ما تم بالفعل، كما توقعت أن ولد عبد العزيز سيفاجئ الرأي العام بعد انتهاء نتائج الحملة الانتخابية النيابية والبلدية، وهو ما تجسد في تعيين وزير أول جديد.
هذا وقد بدأت ملامح الجمهورية الثالثة تتشكل عبر عدة خطى متئدة من بينها إختيار العقيد ونائب ازويرات الشيخ ولد بايه على رأس البرلمان الجديد، وهو الذي عرف بابتعاده عن الصراعات وصدقه وولائه لولد عبد العزيز وهو كذلك أحد مشاريع الجمهورية الثالثة كما هي الحال بالنسبة لولد الغزواني ولد البشير وولد حدمين.
إضافة إلى تعيين أحمد سالم ولد البشير وزيرا أول، وهو الذي نجح في جميع المسؤوليات التي وكلت به سابقا، من أمين عام إلى مدير عام لشركة الكهرباء الذي كان أحد خيرة أطرها السابقين، إلى منصب وزير النفط والطاقة، إلى مدير عام للشركة الوطنية للصناعية والمناجم "اسنيم"، و هو رجل لا ينتمي لتيار سياسي ولا ينتمي لأي جماعة ولم يدخل في الصراعات السياسية الجانبية، وهو كذلك أحد مشاريع الجمهورية الثالثة، حيث كان له شرف عظيم أن كلف بتشكيل الحكومة الجديدة، وأكد أنه سينفذ برنامج رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بصدق وأمانة، وهو أهل لإنجاح الجمهورية الثالثة، وبهذه المناسبة فإن "اتلانتيك ميديا" تبارك لولد البشير وحكومته وترجو له النجاح في مهمته الصعبة.
ـ كما كان من أبرز ملامح الجمهورية الثالثة؛ تعيين أكبر رتبة في الجيش وزيرا للدفاع وقائدا لأركان الجيوش وهي مفاجأة أخرى تحضيرية ليصبح ولد الغزواني مشروعا سياسيا بعد أن كان مشروعا عسكريا ناجحا، له ما بعده.
هذا ولم تقف ملامح الجمهورية الثالثة عند هذا الحد بل كان تعين الوزيرالأول السابق المهندس يحي ولد حدمين وزير دولة مكلفا بمهمة في رئاسة الجمهورية طرفا من أطراف الصورة المؤقتة في المستقبل القريب للجمهورية الثالثة، حيث تم إنشاء وظيفة سامية جديدة لولد حدمين وتم تحديد صلاحياته عبر مرسوم رئاسي ما يوحي بأن خلف ذلك التيعين ما خلفه.
ـ إن ما ينتظره الرأي العام هو من سيقود الحزب الحاكم بتكليف من رئيس الجمهورية، بعد أن انتهت الصراعات ووضعت الانتخابات أوزارها.
إن القيمة السياسية التي بات يمتلكها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وجعلته يملك رتبة تميل وتعادل في معادلات الدولة اليوم؛ وجعلت الرأي العام ينتظر بتلهف إلى الرئيس الجديد الذي سيتولى قيادته، هي دليل قاطع على أن نظام ولد عبد العزيز باق بجناحه السياسي القوي، وجهازه التنفيذي بقيادة المهندس أحمد سالم ولد البشير الإطار الكفء والذي يملك صفات عدة تؤهله للنجاح في العبور بالحكومة المقبلة.
اتلانتيك ميديا