الوزير الأول يقدم دروسا في السياسة والاقتصاد والوطنية أمام البرلمان

لم يكن تقديم برنامج عمل حكومة معالي الوزير الأول المهندس محمد سالم ولد البشير تقديما تقليديا مليئا بالوعود والمعطيات الاقتصادية غير المؤسسة، فقد كان واقعيا إلى أبعد الحدود في تعهداته أمام البرلمان، وكان موضوعيا في حديثه عن المكاسب التي تحققت، وكان مقنعا في تبريره لبعض الأخطاء هنا وهناك..

كان خطاب ولد البشير وردوده على إشكالات النواب متميزا، لغة ومعطيات، وكان أشبه بمن يقدم دروسا أكاديمية في السياسة والاقتصاد والوطنية، ولم يتحدث من فراغ حين قال إن موريتانيا تتوفر على آفاق واعدة ستسمح بتسريع النمو وتحقيق التنمية الشاملة، كان يستند في ذالك إلى توجيهات صارمة من رئيس الجمهورية، ومعطيات اقتصادية شاهدة على الأرض، وإرادة جادة من حكومة يقودها هو بكفاءة واقتدار، يتحلى بروح وطنية، ويملك زادا معرفيا لتحقيق برنامجه.

الملفت في الموضوع أن الجمعية الوطنية لم تتلق ملتمس رقابة خلال الأربع والعشرين ساعة التي تلت تقديم برنامج الحكومة وإعمال المسؤولية السياسية لها، مما يعني تلقائيا إجازة البرنامج ومما يؤكد أيضا أن الوزير الأول كان مقنعا حتى لأولئك الذين دأبوا على الاعتراض على كل شيئ.

هذا هو معالي الوزير الأول ابن ولاته والحوضين، تكنوقراطي، اقتصادي، وطني وطموح، ومن شبه المؤكد أن فترة قيادته للفريق الحكومي ستكون مغايرة لما قبلها وربما ما بعدها ايضا..

الايام القادمة ستؤكد ما ذهبنا إليه، فلننتظر جميعا.

آتلانتيك ميديا

أحد, 25/11/2018 - 12:57

          ​