
تعتزم وزارة التنمية الريفية تنظيم أول معرض للمنتجات الحيوانية في النعمة (الصورة) على هامش الاحتفالات المخلدة لعيد الاستقلال الوطني، وبإشراف من رئيس الجمهورية الذي سيفتتح المعرض ضمن الأنشطة الاحتفالية.
لكن ساكنة النعمة وخبراء التنمية الريفية يعتبرون المعرض خديعة من أساسها، فتنظيم معارض المنتجات تحكمه ضوابط وآليات، وهو يهدف إلى تسويق المعروض والتحسيس بالمنتج إعلاميا على الأقل، وهذا ما لا يتوفر في هذه المسرحية المقررة في النعمة.
وقد ارتأى بعض المتابعين للشأن التنموي في ولاية الحوض الشرقي أنه على الجهات المعنية بالتنمية الحيوانية أن تنشئ بنكا خاصا بالمنمين يمنحهم قروضا لمواجهة الجفاف ولتجاوز المرحلة الصعبة من السنة، كما يسهر على دعمهم للحفاظ على الثروة الحيوانية من الانقراض.
إن المنمين الذين شابت رؤوسهم في تنمية الماشية يملكون من المؤهلات والمعطيات ما يغنيهم عن متابعة هذه المسرحية والمشاركة فيها، وهم يحذرون المتابعين من الانخداع بهذه المهزلة التي يتم تنظيمها في النعمة محاولة للفت الانتباه إلى قطاع فاشل في تعاطيه مع التنمية الحيوانية، ويطالبون الوزيرة بنت أمم بالكف عن مثل هذه الخرجات المسرحية إذا لم يكن لديها ما تقدمه.
صحيح أن فكرة إقامة المعرض من حيث هي فكرة سليمة ولا أحد يعترض عليها لكنها بحاجة إلى متابعة وتنفيذ وتدقيق فقد علمتنا التجارب مع الوزراء أن مثل هذه الأنشطة الارتجالية في الغالب تعود بنتائج عكسية ولا تؤدي الهدف المنشود من ورائها.
بعض المراقبين طالب بتوجيه تمويل هذا النشاط المسرحي لدعم المنمين مباشرة عبر تقديم قروض ومساعدات تمكنهم من استثماره أو مساعدة بعد الأحياء الفقيرة في النعمة فذلك قد يكون أجدى للدولة والمجتمع، بدلا من المسرحيات الكرنفالية أمام الصحافة.