زيارة ولي العهد السعودي ..تفتح بابا جديدا من العلاقات بين البلدين الشقيقين

شهدت العلاقات الموريتانية السعودية خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية على كافة الأصعدة، وتطور التنسيق السياسي والأمني بين البلدين وتطابقت وجهات نظرهما حول مختلف المجالات وفي مقدمتها المجال الأمني خاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

وقد مثلت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مساء أمس الأحد لموريتانيا حدثا كبيرا يستحق الإشادة والتقدير، لكن زيارة ولي العهد لم تنل حظها الكافي من الإعلام، حيث كان من المفترض أن تسلط الأضواء أكثر على حيثيات هذه الزيارة ونتائجها وما سيترتب عليها مستقبلا من تطور في علاقة البلدين الشقيقين.

ترتبط الجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة العربية السعودية بعلاقات أخوية ممتازة يغذيها الدين الإسلامي ووشائج القربى والتاريخ المشترك.

وتعود العلاقات الموريتانية السعودية إلى ما قبل نشأة الدولة الموريتانية الحديثة حيث فتحت الدولة السعودية أبوابها أمام سفراء بلاد شنقيط، الذين شدوا الرحال من حواضر الإشعاع الثقافي والعلمي آمين البيت الحرام ومسجد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة .

وقد اكتشف علماء الحرمين الشريفين غزارة وتدفق المادة العلمية لدى الحجاج القادمين من صحراء شنقيط ، عبر رحلات طويلة وشاقة ، فأنزلوهم المنازل اللائقة بهم ، وتحلق حولهم طلاب العلم في مكة المكرمة والمدينة المنورة ينهلون من معينهم العلمي.

واليوم يتواصل حاضر هذه العلاقة بماضيها وتتطور باستمرار حيث أكد البلدان في أكثر من مناسبة وفي الميدان العملي على متانة علاقات الأخوة والتعاون الموريتانية السعودية برعاية خاصة من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود .

وحسب بعض المتابعين للشأن السياسي فإن هذه الزيارة التي يؤديها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز،ولي العهد السعودي ستفتح بابا جديدا من العلاقة بين البلدين، حيث برزت موريتانيا وجودها منذ تولي رئيس الجمهورية محمد بن عبد العزيز زمام الأمور كدولة عربية افريقية تحمل تجربة قيمة في محاربة الإرهاب والهجرة السرية وأصبحت شريكا اقتصاديا معتبرا لعدد من الدولة الكبرى.

كما أن المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان تقود أكبر تحالف ضد الحوثيين والشيعة المدعومين من طرف إيران واستطاعت النجاح في ذلك، وفي هذا الصدد تقاطع المملكة العربية السعودية مع نظام محمد ولد عبد العزيز في محاربة التطرف والغلو.

هذا وقد خلفت زيارة ولي العهد القيمة عددا من اتفاقيات التعاون في مجالات مختلفة وذلك بحضور رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية.

كما تم الإعلان عن بناء مستشفى كبير في نواكشوط يحمل اسم "مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز" و بناءعلى توجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين سيتم بناء هذا المستشفى هدية للشعب الموريتاني ويتوفر على العديد من الاقسام والتخصصات الطبية المختلفة.

ووقع الاتفاقية  الأولى والمتعلقة بتجنب الأزدواج الضريبي على الدخل وعلى رأس المال والمنع والتهرب الضريبي، عن الجمهورية الإسلامية الموريتانية وزير الاقتصاد والمالية السيد المختار ولد اجاي وعن المملكة العربية السعودية وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد عبد الله القصبي.

كما أبرم الجانبان مذكرتي تفاهم في مجالي الصرفي الصحي والتنمية المستدامة.

وقد سجل الشارع الموريتاني إلى جانب الفضاء التواصلي الاجتماعي ارتياحا كبيرا لزيارة ولي العهد السعودي وتم الترحيب به على جملة من المستويات الاجتماعية .

وربما تكون هناك مفاجآت كبيرة أخرى مرتقبة تتجسد في زيارة شخصيات دولية كبيرة لموريتانيا، هذا ويرجع الفضل في كل هذه الزيارات لنجاح سياسات ولد عبد العزيز وحكومته في الخارج والداخل.

اتلانتيك ميديا

اثنين, 03/12/2018 - 15:45

          ​