أعلنت خمس من دول الساحل الأفريقية هي موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو في يوم 17 فبراير 2014 في العاصمة الموريتانية نواكشوط عن تأسيس تجمع إقليمي للتنسيق ومتابعة التعاون، لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، والعمل على حشد التمويلات واستقطاب الاستثمار الأجنبي لتحقيق التنمية وخلق فرص العمل وإقامة البنى التحتية اللازمة للنهوض ببلدانهم.
ويأتي إنشاء التجمع الذي يضم البلدان الخمس جاء لمجابهة التحديات التي تواجهها منطقة الساحل الأفريقي أمنيا، والحاجة إلى تحقيق النمو الاقتصادي، والأمن الغذائي، والتنمية البشرية، وبناء مؤسسات ديمقراطية مستقرة وآمنة، وضرورة النهوض بالمناطق الأقل نموا في البلدان الخمسة.
اليوم وبعد أربعة أعوام على إنشاء مجموعة دول الساحل الخمس تنطلق صباح اليوم بالعاصمة نواكشوط أعمال أشغال قمة طارئة لرؤساء مجموعة دول الخمس بالساحل بحضور فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وفخامة الرئيس الدوري لمجموعة الخمس بالساحل السيد ايسوفو محمادو رئيس جمهورية النيجر ورئيس جمهورية أتشاد ورئيس جمهورية بوركينافاسو ووزير الدفاع المالي ممثلا للرئيس المالي في أعمال هذا المؤتمر بالإضافة إلى عدد من الوفود من الدول الشقيقة والصديقة.ويهدف هذا المؤتمر بصفة خاصة إلى تمكين دول الساحل الخمس من تقديم رؤيتها وتوجيهاتها الاستيراتيجية التنموية المتوسطة والطويلة الأمد إلى شركائها وتعزيز إطار الشراكة التقليدية مع الشركاء الثنائيين ومتعددي الأطراف والمستثمرين الخصوصيين للتوقيع على التزامات مفيدة للجانبين.
وتضم المرحلة الأولى من هذا البرنامج الممتدة خلال الفترة مابين ٢٠١٩-٢٠٢١ حوالي ٤٠مشروعا قطاعيا يتطلب تمويلها غلاف مالي يصل إلى مليار و ٩٩٦ مليون يورو تحاول دول الخمس بالساحل من خلال مؤتمر نواكشوط رصد التمويلات اللازمة لتغطيته.
ويهدف هذا المؤتمر إلى تعبئة موارد الشركاء والمانحين العموميين والخصوصيين لمجموعة دول الساحل الخمس لتغطية الاحتياجات التمويلية لبرنامج الاستثمارات الأولية للفترة ما بين 2019-2021 ،والذي يقدر بحوالي ١.٧ مليار يورو.
كما يهدف مؤتمر نواكشوط إلى تعميق الروابط مع الشركاء غير التقليديين مثل صناديق الثروة السيادية والبلدان الناشئة، وتسجيل الالتزامات المبدئية لشركاء مجموعة الدول الخمس بتقديم التمويل اللازم من اجل تنفيذ برنامج الاستثمار الأولي الخاصة بالفترة المذكورة قبل الاتفاق على آلية لمتابعة الالتزامات التمويلية للشركاء خلال المؤتمر.
وتعلق الدول المعنية آمالا كبيرة للتوصل إلى جملة من النتائج في مقدمتها إعلان شركاء المجموعة موافقتهم المبدئية على تغطية الاحتياجات التمويلية لبرنامج الاستثمار الأولوي للفترة ما بين ٢٠١٩/٢٠٢١.
وأشاد الرئيس النيجري بالدور الكبير الذي لعبته موريتاينا في جميع الميادين، ونجاحها في تحقيق أهداف الدول الخمس، مؤكدا أن موريتانيا هي إحدى الدول المؤسسة لمجموعة الدول الخمس وأن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز يحسد على دوره الكبير الذي قام به في خدمة الدول الخمس منذ تأسيسه كما سعى إلى وضع خطة أمنية ناجحة في محاربة الإرهاب.
كما رحب المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته التاسعة والثلاثين التي انعقدت اليوم الأحد في الرياض بالمملكة العربية السعودية، بالقمة الطارئة لمجموعة الخمس في الساحل لتنسيق الشركاء والمانحين لتمويل برنامج الاستثمارات ذات الأولوية المنعقد بنواكشوط في دجمبر الجاري.
ويعد هذا المؤتمر الثاني من نوعه بعد مؤتمر بروكسيل في فبراير الماضي والذي مكن من تعبئة 414 مليون دولار لصالح القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل.
وتعمل مجموعة دول الساحل الخمس على جعل الأمن والتنمية والبنى التحتية أولوية في مشاريعه