مع دخول الساعات الأخيرة لعام 2018 والتى بدأت تنقضي تمهيداً لرحيل العام امر قد يبدو مألوفا و عادياً في كثير من الأماكن، لكنه ليس كذلك بالنسبة لأربعة ملايين نسمة في موريتانيا .
فقد عاشت الكرة الموريتانية لحظات كبيرة من الفرح توحد فيها جميع المواطنين بمختلف ألوانهم و طيفهم السياسي، لحظات نسي و تناسى الكل فيها مشاكله الاقتصادية و المعيشية ليلتف الجميع خلف النجمة و الهلال و ليقف الكل ليغنى النشيد الوطني رفقة اللاعبين .
أمسية الثامن عشر نوفمبر كانت خالدة على ملعب شيخا بيديا بالعاصمة الموريتانية نواكشوط ، فبعد مشوار طويل في تصفيات كأس أمم إفريقيا و في مجموعة حديدية تضم ثالث أفضل منتخب في القارة منتخب بوركينا فاسو و منتخب أنجولا الذي يعتبر من أفضل منتخبات القارة و منتخب بوتسوانا كان لابديل للمرابطون عن الفوز إن هم أرادوا التواجد في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019.
مباراة بوتسوانا كانت دراماتيكية عاشت فيها الجماهير الموريتانية بعد أن تقدم المنتخب البوتسواني بهدف مبكر هدف كاد أن يجعل الأحلام تتحول إلى كوابيس لكن زملاء إسماعيل جاكيتي تداركوا الأمور سريعا بهدف التعديل قبل أن يعود مهاجم إتحاد تاطوين التونسي و يسجل هدف الخلاص، ليعلن عن تواجد موريتانيا رسميا في أكبر حدث كروي في القارة السمراء.
عام 2018 برغم من أنه سيظل مسطرا بأحرف من ذهب في سجلات الكرة الموريتانية فقد شهد أيضا بعض الخيبات لعل أبرزها مشاركة منتخب موريتانيا في بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين بالمغرب ، مشاركة تكبد فيها المنتخب ثلاثة هزائم من المغرب 4-0 و من السودان 1-0 و من غينيا 1-0 .
في هذا العام أيضا بصم منتخب موريتانيا للشباب على مشاركة جِد ممتازة في تصفيات كأس أمم إفريقيا للشباب و التي ستحتضنها النيجر 2019.
بداية التصفيات كانت ضد منتخب المغرب و فوز ثمين في العاصمة نواكشوط بنتيجة هدفين قبل أن يخسر في الإياب بنتيجة هدف لصفر ليضرب موعد مع منتخب غينيا في الدور الثاني حيث تمكن زملاء الحسن تگدي من الفوز على أرضهم بنتيجة هدف لصفر و في الإياب خسروا بنتيجة 3-2 ليضربوا موعداً مع بطل القارة سبع مرات منتخب نيجيريا في الدور الثالث و الأخير مباراة الذهاب كانت على ملعب شيخا بيديا بنواكشوط و انتهت بالتعدل الإيجابي 1-1 لكن مباراة الإياب كانت نتيجتها قاسية علي أبناء المدرب ‘‘باي با‘‘ حيث أنتهت بنتيجة خمسة أهداف دون مقابل ليتأهل منتخب نيجيريا للنهائيات على حساب موريتانيا.
في هذا العام أيضا كانت مشاركة الأندية الموريتانية خجولة و دون المستوي في تصفيات دوري الأبطال و الكونفدرالية الإفريقية.
بطل موريتانيا نادي اف سي نواذيبو اقصي على يد نادي أهلي بنغازي الليبي بعد أنتهت مباراة الذهاب بنتيجة هدفين لهدف لصالح نواذيبو و في الإياب تمكن النادي الليبي من تصحيح المسار و الفوز بنتيجة هدفين لصفر.
أما ممثل موريتانيا في الكونفدرالية الإفريقية نادي كينغ نواكشوط فقد واجه نادي ملعب ابيدجان من ساحل العاج و أنتهي لقاء الذهاب بخسارته بنتيجة هدفين لهدف و في مباراة الإياب تمكن زملاء القائد عاتيقو ولد الرقاني من تحقيق الإنتصار بنتيجة هدف لصفر فوز لم يكن كافياً لحجز مكان في الدور الثاني من التصفيات.
موريتانيا التى تأسس إتحادها الكروي عام 1961م وانضمت إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم في 1964م في حين إنضمت إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في عام 1968م اليوم التحقت بركب الأمم الافريقية من بوابة كأس 2019 .
موريتانيا ذلك البلد الشغوف بكرة القدم والمتطلع للمستقبل، لن ينسى أبداً ما حمله العام 2018 من إنجازات ستبقى محفورة بتاريخها الكروي أبد الدهر.
بشير سيدينا رئيس تحرير موقع موري جول