تعيش الأوساط السياسية في موريتانيا حالة من الترقب والانتظار لمسيرة الأربعاء التي تأتي في خضم الوقوف في وجه خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف.
وهي فرصة لمد يد التسامح والتصافح بين جميع شرائح ومكونات الشعب الواحد، للوقوف من أجل مصلحة موحدة، ووطن يعيش بسلم وأمان، دون ترك أية فجوة نزاع أواختلاف للمفرقين وتجار الكراهية ودعاة الفتنة والتشرذم.
لقد تميز المجتمع الموريتاني عن المجتمعات العربية الأخرى بتركيبة اجتماعية متنوعة ومتعددة الخصوصيات، ما يجعله مجتمعا ثريا على مستوى الثقافة والحضارة، ولديه ما يجمعه أكثر مما يفرقه، فلديه عقيد الإسلام وحوزة ترابية وتاريخ موحد.
إن ما تنتظره موريتانيا يوم الأربعاء هو موقف موحد ضد كل أشكال التمييز وضد كل ما من شأنه أن يؤدي إلى المساس بتماسك شعبنا وتضامن مكوناته، هذه المسيرة التي سيشارك فيها جميع الشعب الموريتاني بكل مكوناته الاجتماعية وكل طيفه السياسي.
إن ما يجعل من مسيرة الأربعاء حدثا ذا أهمية كبرى، هو الهدف النبيل الذي تسعى لترسيخه، ألا وهو جمع الشعب الموريتاني على صعيد واحد صعيد الأخوة والتسامح والتعاون ليكون صفا واحدا في وجه التطرف وخطاب الكراهية والغلو، وكلما من شأنه أن يزعزع أمن واستقرار موريتانيا.
مسيرة الأربعاء هي نداء وطني شامل بأكف من الرحمة والتسامح والاتحاد بعيدا عن النظرة الضيقة في حدود اللون والعرق والتوجه السياسي وبعيدا عن كل المصالح الخاصة والخصوصيات الاجتماعية، هي وقفة من أجل وطن مستقر وآمن وطن للجميع.
ديدي نجيب