تأخذ الأمم عظمتها بقدر اهتمامها بتاريخها. ومدى تقديرها لشخصياتها المرجعية التي تشكل نقطة التقاء الجميع مهما اختلفوا.
وقد عرف الموريتانيون بتمسكهم بهذ النهج .
اما اليوم وقد انتشرت وسائط التعريف ضمن ثورة الاتصال الكونية التي حولت العالم الى قرية صغيرة..فليس هناك أي مبرر لتناسي أو عدم تخليد بعض القامات الأدبية التي غيبها الموت المحتوم. مثل الأديب الكبير المرحوم محمد يحي ولد القلب الملقب بشاعر الدائرة الذي اشتهر بمدائحه الرائعة للشيخ اعل الشيخ ولد امم .
وبناءا علي ماتقدم . ونزولا عند رغبة أحد أبناء عشيرة المعني نقدم لكم نبذة تعريفية مختصرة عن المرحوم.
ينحدر الشاعر الكبير محمد يحي ولد القلب من مقاطعة كرو..وينتمي لقبيلة تجكانت الفاضلة(اولاد احمد).وقد هاجر إلى مدينة اطار مطلع سبعينيات القرن الماضي حيث التقي الشيخ اعل الشيخ ولد امم ولازمه حتي توفي سنة2012 رحمه الله.
وظلت أشعاره الرائعة محل إعجاب الجميع في أدرار خصوصا وموريتانيا عموما.
وقد تميز الشاعر الكبير بسعة العلم وجودة الشعر.واختصاره علي مدح الشيخ اعل الشيخ .وعشيرة الشاعر الجكني
ومن خصاله الحميدة ميزة القناعة والكرم:فقلما يتقبل الهدايا . وان تقبلها يرد الجميل مضاعفا لصاحبها.
وكمثال على ذلك فقد اهداه رجل في نواذيب مبلغ30 ألف أوقية قديمة..فارسل إليه ولد القلب كبش اضحية .واستمر في ذالك لعدة سنوات يرسلها من تمبدغة إلى نواذيب طيلة حياته.
إن شخصا بهذا المستوى يستحق التخليد الرسمي. والغريب في الأمر انني لم اعثرعلي ذكر له ضمن مجهود وزارة الثقافة أو رابطة الأدباء.لأن شخصا بمستوى المرحوم يعتبر شخصية وطنية.
ومهما تعددت المحاولات الفردية فلن تستطيع إنجاز المطلوب.. ولكن فعل شيئ خير من لاشيئ.