كشفت وسائل الإعلام الجزائرية بعض التفاصيل الجديدة عن جريمة ذبح الطالب الجامعي داخل إقامته الجامعية في الجزائر العاصمة، حيث أفاد تقرير الطب الشرعي أنه تعرض للتنكيل ومحاولة الاعتداء الجنسي، وفق ما أوردته وسائل إعلام محلية أوردت تفاصيل صادمة عن حيثيات الجريمة.
ولا تزال قضية قتل الطالب الجامعي من ولاية برج بوعريريج، حديث الساعة بالجزائر، حيث تم نحره من الوريد إلى الوريد والتنكيل بجثته على مستوى غرفته المتواجدة في الحي الجامعي من قبل طالب عبد الرحمن ببن عكنون بالجناح "35G".
وحسبما أوردت صحيفة النهار الجزائرية أن الطالب دخل إلى الحي الجامعي على الساعة السابعة مساء، وكانت الأمور عادية حتى الساعة العاشرة ليلا، أين لاحظ أحد الأعوان المكلفين بالمناوبة الليلية خروج سيارة من نوع "ستروان" ملك للضحية، على متنها شخص آخر لا يحسن القيادة، حيث اصطدم ببوابة الإقامة الجامعية وبسيارة أخرى.
وسردت المصادر أنه على إثر ذلك سارع المكلف بالأمن بتوقيف السائق وطالبه بوثائق السيارة التي تبين أنها للضحية.
وعقب سؤاله عن سبب إخراج السيارة، أجاب بأن صاحب السيارة "أصيل" على علم بذلك، بيد أن إلحاح أعوان الأمن جعله يرتبك فلاذ بالفرار، فقام أحد الأعوان بالاتصال بالضحية، إلا أنه لم يرد على الاتصالات، مما أجبرهم على التوجه نحو غرفته التي وجدوها مغلقة، ليضطر بعدها الأعوان إلى كسر الباب أين وجدوه جثة هامدة ملفوفة في بطانية غارقة في الدماء، بعدها تم الاتصال بمصالح الأمن والشرطة العلمية للشروع في التحقيق ونقل الجثة لعرضها على الطبيب الشرعي، وانتقل وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى مكان الجريمة للاطلاع على حيثيات القضية.
ونقلت المصادر عن أحد أصدقاء الضحية أن الأخير تعرض للتهديد بالقتل قبل يوم الحادث من قبل مجهولين، حيث وجد عبارة تقول "ستموت بعد ثلاثة أيام" مكتوبة على جدار غرفته، وهو ما وثقته الضحية من خلال تعليق نشره عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وأوردت مصادر إعلامية محلية جزائرية عن جده رابح البالغ من العمر 84 عامًا، قوله: "كیف يفعلون ھذا بفلذة كبدي حفیدي الذي ربیته بیدي رفقة أخیه ھشام الأقل منه بسنتین، لقد كان نھاية الأسبوع الماضي في البیت، قبل أن يعود إلى العاصمة، لقد غدروا به وذبحوني قبل أن يذبحوا فلذة كبدي، نحن لم نصدق الخبر في بداية الأمر عندما أخبرونا في حدود الحادية عشرة لیلا أن ابننا تعرض للضرب، ولم نتوقع أن تكون الفاجعة الذبح والقتل، لا حول ولا قوة إلا بالله".
وتابع "بقینا على تلك الحال نحاول معرفة الأمر على حقیقته، حتى الرابعة فجرا تلقینا اتصالا من ابنتي القاطنة ببلدية برج الغدير تخبرنا أن أصیل قتل من طرف مجھولین، الخبر نزل كالصاعقة على قلوبنا جمیعًا، وطالب جد الضحیة السلطات بأن تقتص لفلذة كبده.
وأجمع أصدقاء الضحیة وأقاربه حسب ذات المصادر، على أن تمسكه بما وصفوه بقیم الإنسان المثقف والمتفتح على أفكار الآخرين جعل منه إنسانا محبوبا بینهم، حیث لم يصدقوا خبر مقتله بتلك الصورة البشعة.
وذكر أحدھم أن أصیل كان يحب الطب ويدرس الألمانیة، ويعشق العزف على القیثارة، وأن حلمه كان أن يصبح أخصائیًا كبیرًا منذ نجاحه في البكالوريا سنة 2016 بمعدل تجاوز 16 من 20.
وقد خرج طلبة كلية الطب في مسيرة يحتجون تنديدا بمقتل زميلهم ويطالبون بتوفير الأمن، كما غصت مواقع التواصل الاجتماعي التي تداولت الخبر على نطاق واسع بالتعليقات المنددة بالجريمة والمطالبة بمعاقبة الجاني، وكذلك توفير الأمن في المنشآت الجامعية.