
ما إن تقترب الانتخابات الرئاسية في موريتانيا حتى تبدأ الدولة في تقديم حلقات جديدة من مسلسل مسرحية الشعب، ويبدو أن مسرحية "طريق روصو" هي أولى حلقات هذا المسلسل من هذه السنة، فبعد ما توقف العمل في طريق روصو نواكشوط لمدة عدة أشهر بدأت مسرحية طريق روصو بعد سنة من الاضرابات وعاد العمل في الطريق التي لم يكتب لها بعد أن تنتهي.
وقد دأب النظام على المبادرة في تقديم جملة من الانجازات والبنى التحتية وحملات النظافة تمهيدا للحملات الرئاسية، لكسب ود الشعب قبيل الانتخابات لكن ذلك النفاق الخيري لم يعد يخدع أحدا فقد أصبح الشعب على وعي بواجباته وحقوقه، ويسير وفق قناعته بحثا عن من يضمن له وطنا يعيش فيه كرامته لا سجنا يتغذى فيه بالنفاق.
إن عودة العمل اليوم لطريق روصو وانشاء طرق في الداخل هي ليست إنجازات بقدرما هي مراوغة مكشوفة لن تنطلي على أحرار الشعب الموريتاني الواعين، فبعد أن أمضى الشعب سنة وهو يتظاهر على جانبات طريق روصو؛ وتوقفت الطريق لمدة زمنية تناهز السنة، يبدأ العمل اليوم في هذه الطريق كمقابل ثمين يدفع للشعب مقابل كسب أصواته في الانتخابات المقلبة، فلماذا لم يتم هذا قبل أشهر من الانتخابات؟
وتعتبر ولاية الترارزة من أكبر ولايات الوطن، كما يعتبر طريق روصو طريقا يفتح الباب على افريقيا وتجمع ضرورته بين الاقتصاد والسياسة، وكان من المفترض أن يتم إنهاؤها سلفا ووضع مراقبة عليه، كما أن اترارزة هي الولاية الوحدية التي نجح فيها الحزب الحاكم خلال الانتخابات البلدية والنيابية الماضية.
لقد آن الأوان لتنتهي اللعبة وتدرك الأنظمة أن الشعب الموريتاني ليس لعبة في يد الدولة تقلبها لمصالحها الخاصة، وأن إعادة العمل في طريق روصو لا يسيل لعاب أبناء الوطن، ولن يخدعهم، ولا يضمن كسب ثقتهم، فقد خابت آمالهم من كل الانجازات السابقة في جميع أنحاء الوطن.
القمر ولد النور