الداعمون الجدد لولد الغزواني ..وضعف الذاكرة السياسية!

هل بلغنا هذه الدرجة من ضعف الذاكرة حتى ننسى ما حدث بالأمس القريب؛ حين وقفت جماعات سياسية معروفة ضد ترشيح الفريق محمد ولد الشيخ محمد أحمد..

وكانت تظهر ولاء كبيرا لولد عبد العزيز، هذه الجماعة هي على علم بأن ولد الغزواني مرشح من طرف ولد عبد العزيز، وهنا بدأ تناقضهم، فلو كانوا صادقين مع ولد عبد العزيز لكانوا أول من يساند ويدعم ولد الغزواني، حين أخذ ولد عبد العزيز قراره الشجاع الذي سجله التاريخ، وأصر على احترام الدستور وعدم الترشح لمأمورية ثالثة، وجاء ببديل تجتمع فيه صفات القائد والخلف الذي يمكنه مواصلة الطريق، فلماذا لم يقم هؤلاء الداعمين الجدد لولد الغزواني بإنشاء مبادرات داعمة للرجل حين أعلن أنه هو مرشح الأغلبية.

هذه الجماعة التي كانت تريد تقديم مرشح آخر نتحفظ على اسمه، وحين علموا أن رئيس الجمهورية لا يرد ذلك، خابت ظنونهم وعادوا للخفاء.

ثم تعود هذه الجماعة اليوم بوجوه جديدة وكأنها بعثت على ملة ولد الغزواني بعد خطابه القوي في ملعب شيخنا بيديا وسط العاصمة نواكشوط، وكأنها هي من طالبت بترشيحه مسبقا.

الحفل الذي ظهر فيه كمرشح للأغلبية في موريتانيا للرئاسيات المقبلة، حين برزت موجة جديدة من الولاء وانقلاب الموازين في صفوف شخصيات سياسية بارزة، إلى جانب ما حدث وقع في صفحات التواصل الاجتماعية.

حيث بادرت مجموعة من الناس من بينها بعض المنتخبين والسياسيين الفاشلين، الذين وقفوا ضد الرجل سابقا ، وأسهبوا في التقرب من ولد الغزواني ومدحه بكل حسن، ونسوا أن الناس لا تزال تملك ذاكرة تستحضر ما كانوا عليه منذ قليل من معارضته والوقوف في وجه ترشيحه.

بينما غاب بعض هذه الجماعة عن حفل ترشيح الرجل وهم معروفون لدى الجميع.

هذه الشخصيات التي لا تملك وزنا سياسيا ولا اجتماعا، ودأبت على أن تعمل ضد ولد عبد الغزواني وبعض هذه الجماعة تحركه أيدي نسائية خشنة تريد أن تستولي على المشهد بشكل خفي، ولاهمّ لها إلا مصالحها الخاصة ولا تريد من دعم ولد العبد العزيز سابقا سوى مصالحها الخاصة، وفاتها أن ولد الغزواني وولد عبد العزيز هم سواء، ومن يعارض أحدهما فهو ضد الآخر.

وأصبح وقوف هذه الجماعة ضد ترشيح ولد الغزواني سابقا مفضوح، اليوم حين ظهروا في بعض المبادرات ويكتبون المقالات ويتظاهرون، في مختلف الأحداث السياسية بوجوه جديدة وتوجهات مخالفة لما كانوا عليه بالأمس القريب، فقد فات على هذه الجماعة المتخبطة في الولاء أن الفريق محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني ليس مرشح الأغلبية فقط بعل هو مرشح جميع الموريتانيين، وأن اللعبة التي كانوا يلعبون قد انكشفت، وظهروا وهم في الصفوف الأمامية من داعمي الرجل، ومازالت أصواتهم المعارضة له تملأ وسائل الإعلام، وتحفظها الذاكرة.

ويبقى أن نشير إلى أن من يدعم ولد عبد العزيز بصدق فسيدعم ولد الغزواني، وأن الولاء على أساس المصلحة الشخصية لا يخدم الوطن وينافي مبادئ الديمقراطية وخدمة الوطن، وأن العمل السياسي يجب أن يحترم الذاكرة الشعبية.

 

اتلانتيك ميديا

 

اثنين, 04/03/2019 - 10:52

          ​