الانتخابات الرئاسية تحسم قبل انطلاق الحملة ..!

هي حملة انتخابية حسمت قبل أوانها تنطلقت في موريتانيا بمنافسة قوية بين خمسة مرشحين على كرسي الحكم، أعلن اثنان فقط منهم ترشحهما للرئاسيات بينما تنتظر الساحة السياسية إعلان الثلاثة الباقية ترشحهم.

 1ـ  الفريق محمد ولد الشيخ محمد أحمد مرشح النظام الرجل الأقوى في الساحة حيث شغل منصب مدير العام للأمن الوطني، ثم قائدا لأركان الجيش، ثم وزيرا للدفاع في حكومة الوزير الأول الحالي محمد سالم ولد البشير، ولديه علاقة واسعة في السياسة الخارجية وعلاقات كبيرة مع بعض الدول الكبرى، وهو صاحب شخصية متزنة، وتمت ترقيته لرتبة فريق كأعلى رتبة في الجيش، وبذلك يكون صاحب نصيب الأسد وفق المعطيات المتاحة حتى الآن،  حيث أن الرجل مرشح من طرف الأغلبية و أحزاب معارضة وشخصيات معارضة لها وزنها وتتبع له أغلبية النواب المنتخبين وتدعمه مرجعيات دينية ومشايخ تقليدية، ويدعمه القادة العسكريين الكبار الذين يملكون وزنا شعبيا ثابتا، إلى جانب جهات كثيرة ذات يد طولى ستمنحه الفوز في الشوط الأول بجدارة.

2 ـ الوزير الأول السابق سيد محمد ولد بوبكر مدعوم من طرف بعض أحزاب المعارضة وشخصيات من النظام تتردد بين العلن والسر حسب المتابعين للساحة السياسية، ويحظى بدعم من خارج البلاد حسب المدونين ووسائل الإعلام.وهو سياسي محنك ذو خبر ميداينة وتجربة قيمة خلال فترة كبيرة من التاريخ السياسي الوطني وتقلد مناصب سامية في نظام ولد الطايع، وكان وزيرا أول في مجلس العدالة والديمقراطية، وشغل مناصب دبلوماسية كبيرة، وله مكانة كبيرة لا يستهان بها رغم أنه لم يظهر بعد على مستواه المنتظر، ومازال أمامه تحد حفل إعلان الترشح حيث ينتظر الرأي العام الحفل الذي يعلن من خلاله ولد بوبكر عن ترشحه في يوم 30 من مارس الجاري في ملعب ملح، ويملك الرجل دعما من بعض القوى الشبابية كما صرح بذلك في خرجته الإعلامية الأخيرة،

ـ 3 ـ محمد ولد مولود سياسي محنك يملك هو الأخر وزنا سياسيا كبيرا على مستوى المعارضة وله مكانته  في الساحة السياسية.

ولا يستبعد بعض المراقبين أن يحمل حفل إعلان ترشيحه وخطابه السياسي الذي سيقدم إلى الجمهور شحنة دعم قوية، حيث من المقرر أن ينظم حزب اتحاد قوى التقدم مهرجانا شعبيا يوم 06 ابريل القادم في ساحة ابن عباس لإعلان ترشيح محمد ولد مولود لرئاسيات يونيو القادم، ومن المتوقع أن تلتحق أطراف في المعارضة بهذا المرشح من بينها على وجه الخصوص حزبا: تكتل القوى الديمقراطية، واللقاء الديمقراطي.

ـ 4 ـ في يوم الاثنين الماضي أعلن النائب البرلماني وزعيم حركة "ايرا" بيرام ولد اعبيد عن ترشحه للرئاسيات في دارالشباب القديمة وحضره بعض الوجوه السياسية المعارضة الكبيرة، ورجح المتابعون للشأن السياسي أن مكانة الرجل قد تتراجع بعد ظهوره الأخير وخطابه الذي جاء دون التواقع  وأقل تأثيرا من السابق، فقد يكسب أقل من النسبة التي حصد في الانتخابات الماضية وفق المتابعين.

 ـ 5 ـ صمبا اتيام وهو مرشح مدعوم من طرف أربعة أحزاب سياسية تقف لتقديمه كمرشح للرئاسيات القادمة، وقد عكفت التكتلات السياسية المذكورة منذ فترة إلى تكثيف لقاءاتها حيث اتفقوا على ضرورة الاتفاق على مرشح موحد سيطبق المطالب التي يصفونها بالمشروعة لناخبيهم في انتخابات رئاسية مهمة في تاريخ البلاد.

وحسب المتابعين للشأن السياسي فإن الرجل لا يملك تأثيرا كبيرا في الساحة السياسية وإنما يتكئ على بعض الأوساط الاجتماعية الخاصة.

ـ ورغم أن هذه المعطيات هي الأولية والبديهية حتى الآن إلا أن انطلاقة الانتخابات قد تغير الموازين قليلا، وتضيف أبعاد جديدة كانت خارج اللعبة، كما من غير المستبعد أن ينسحب بعض المرشحين حين يتأكدوا من قوة التنافس وأنهم لن يحققوا نتائج مقبولة، ولن تكون تلك المفاجأة الوحيدة في خضم الانتخابات القادمة التي ستشهد تنافسا قويا، رغم أن الواقع السياسي الحالي يستبعد وجود مفاجآت كبيرة، ذلك لأن بعض الأغلبية تتظاهر بالولاء المزيف لولد عبد العزيز وولد الغزواني، وربما يحدث ذلك مفاجآت من نوع آخر.

ويكاد المتابعون للساحة السياسية يجمعون على أن مرشح التوافق محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد ولد الغزواني سيفوز بالشوط الأول وفق المعطيات المتاحة حتى الآن.

اتلانتيك ميديا

أربعاء, 27/03/2019 - 15:18

          ​