يعتقد العقيد اعل ولد محمد فال أن ذاكرة الموريتانيين مخرومة، حين يقول إنه عاد للأضواء الإعلامية مجددا بعد ما رأى البلاد تسير نحو منحدر سحيق، وإن الغيرة على الوطن والمواطنين هي الدافع الحقيقي وراء ظهوره المتكرر هذه الأيام.
يعرف الموريتانيون العقيد اعل، ويتذكرون تاريخه الطويل مع القمع والكبت والاعتقالات والنفي والتشريد، وبالتالي فإن التباكي على الديمقراطية شبيه ببكاء التماسيح حين تنوي مهاجمة إحدى فرائسها.
ما لم يتطرق له العقيد خلال برامجه الحوارية وبياناته الصحفية أنه أبرم صفقة مع الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله بموجبها يترشح ولد الشيخ عبد الله للرئاسة، على أن يسلم الراية بعد مأموريته الأولى للعقيد اعل كمرشح رئاسي يحظى بإجماع.
لكن الخطة لم تكتمل بسبب حركة التصحيح التي أزاحت ولد الشيخ عبد الله أغسطس 2008. وربما يكون هذا هو سر الحقد المشتعل في قلب ولد محمد فال منذ فترة ليست بالقصيرة.
يتذكر الموريتانيون أن الرئيس ولد فال طالب عددا من "أنصاره" بعقد مؤتمرات صحفية وتنظيم مسيرات في عدد من مدن البلاد للدعوة لتمديد المرحلة الانتقالية حتى يجلس اعل على كرسي الرئاسة أطول فترة ممكنة.
وإنه لوح بلاءاته الثلاثة في أكثر من مناسبة واعتبرها خطوطا حمراء وهي:
لا لعودة المبعدين
لا للترخيص لحزب الإسلاميين
لا لقطع العلاقات مع إسرائيل
يتذكر الموريتانيون كذاك أن إرادة المؤسسة العسكرية وحدها هي من دفعت اعل ولد محمد فال إلى سدة الحكم بعد الإطاحة بولد الطائع، ولولا تلك الإرادة لما كان للرجل دور إذ لم يشارك في الانقلاب من قريب أو بعيد، وإنما حصد ثمار جهود الآخرين.
ويتذكر الموريتانيون أنهم منحوا العقيد ولد فال نسبة لم تتجاوز 3% من الأصوات في رئاسيات 2009 وهم مستعدون لمنحه نصف نفس النسبة إن أعاد الكرة من جديد..
محمد الأمين ولد اسويلم