
لاحظ بعض المراقبين للشأن السياسي في موريتانيا أن ضبابا كثيفا يلف تفاصيل الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية، فلم تأخذ هذه الحملة الرئاسية بعدٌ مسارها القويم ولم تتضح بعد خطوطها العريضة وخريطتها النهائية.
حيث تشهد الساحة السياسية بين الفينة والأخرى انضمامات وانسحابات وتحركات حزبية وشخصية وسياسية مشبوهة وليس لها ما يبررها بفعل الواقع السياسي والمسار المتعارف.
حيث مثّل انقسام جماعة ولد عبد العزيز على المترشحين مفاجأة كبيرة للرأي العام، حيث أن الرجل قدم مرشحا صريحا، هو الفريق محمد ولد الشيخ محمد أحمد بينما ذهبت جماعته وبعض من كانوا في صفه إلى دعم مختلف المرشحين، واحتسب بعض الجماعة أن ولد عبد العزيز أصبح ماضيا.
من جهة أخرى أشار بعض المراقبين إلى ما يرافق هذه الحملة من تحركات مفاجئة، حيث كثرت مؤخرا الوقفات والاحتجاجات في كل من اسنيم وتازيازت وفي وزارة الصحة وفي وزارة التعليم، وفي الوسائل الاعلامية، وما يشيع من فبركة وتسريبات لبعض الشخصيات الكبيرة في الدولة، ورسالة ولد الدباغ إلى قائد أركان الجيش تحاول شغل الرأي العام وشد انتباهه، كلها أمور تطرح استفهاما أمام الراي العام، وتدعو إلى وقفة تأن ووجود تفسير لما وراء الحدث ؟
ـ كما طرحت مسألة "مرشح النظام" جملة استفهام وتعجب لم تنل بعد حظها من التناول بموضوعية وصدق، حيث تشيع كلمة "مرشح النظام" بكثرة في المطارحات السياسية، وتلقى على بعض المترشحين الذين هم أقرب لفلك المعارضة، فرغم الاتفاق على أن المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد هو مرشح النظام التوافقي، لا تزال تسمع في بعض الأوساط الإعلامية إن النائب بيرام ولد اعبيد هو نفسه مرشح النظام وبعضهم يقول إن الوزير الأول السابق سيد محمد ولد بوبكر هو مرشح النظام بصفة غير مباشر،وذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك حيث يصف المرشح كان حامدو بابا بأنه من ضمن مرشحين النظام، ما زاد من غموض وحدة المرحلة السياسية الحالية، وجعل الرأي العام يتساءل أين الحقيقة، ومن هو مرشح النظام؟
الأيام القليلة القادمة قد تكشف الحقيقة التي لم تظهر بعد، والتي أصبحت تبدو جلية بين تفاصيل الواقع السياسي المحتدم والغامض.
ويرجع بعض المراقبين هذا الواقع إلى وجود سر يصنع الغموض في الحملة الرئاسية التي باتت على الأبواب.
اتلانتيك ميديا