
رغم إعلانه عدم ترشحه للرئاسيات لا يزال مدار المشهد السياسي يدور حول ولد عبد العزيز، فمنه تنطلق المعارضة وإليه يعود الولاء، كهذا بدت أضلاع الساحة السياسية تتشكل في الأفق.
حيث رأى بعض المراقبين أن معارضة ولد عبد العزيز اتجهت لدعم ولد بوبكر الذي تنشد فيه التغيير و التخلص من ولد عبد العزيز، عندما تأكد لها أن ولد بوبكر ليس من سيخلصها من ولد عبد العزيز، بدأت جماعة من قيادة الاخوان المعروفة بحقدها لولد عبد العزيز وجماعة من المعارضة الراديكالية تعلن دعم ولد الغزواني، لنفس السبب.
ويرى بعد أنصار ولد الغزواني أن المجموعة الحاقدة على ولد عبد العزيز من جماعة الاخوان تقصد من خلف انضمامها لولد الغزواني التخلص من ولد عبد العزيز ؟ فما مدى تأثير ذلك على موقف أنصار ولد عبد العزيز الحقيقيين من ولد الغزواني؟
ويرجح عند المتابعين أن الأغلبية الحقيقية لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لا تزال متمسكة به، وترى في أمر الانتقالات السياسية ريبة، وأن خلفها ما لاينبء بخير..
حتى أن بعض المعارضة الراديكالية يرون أن اتجاه بعض المعارضين السابقين لدعم ولد الغوزاني من أجل ان يخلصهم من ولد عبد العزيز، إضافة إلى ذلك فإن هذه المعارضة من الطرفين لو كانت صادقة في معارضتها لاتجهت نحو المرشح محمد ولد مولود، لكنها تبحث فقط عن القوي لتحتمي به، وليخلصها من ولد عبد العزيز.
كل ذلك جعل أغلبية ولد عبد العزيز مرتابة في دعم ولد الغزواني وهي أقرب لولد بوبكر وربما ترى فيه الرجل المناسب والسياسي القائد خلال المرحلة القادمة، بعد اختلاط أوراق الولاء والولاء المزيف وموالاة المصالح الشخصية.
ومن خلال مقارنة بسيطة بين اللجنة الإعلامية للمرشحين، يبدو أن لجنة الاعلامية لولد الغزواني أقل خبرة وتجربة ولا تملك علاقات كبيرة بحجم المسؤولية التي تطمح لها، في حين أن ولد بوبكر يملك لجنة إعلامية نجحت حتى الآن في كسر الايقاع السياسي واستطاعت كسب المواقف المنقلبة وفق سياسية عدو العدو صديق، وعدو الأمس صديق اليوم.
ويرى بعض المتابعين للشأن السياسي أن ولد بوبكر ابن المؤسسة العسكرية وليس ضدها، واستطاع أن ينال ثقة قاعدة شعبية واسعة بفضل شعاره المعلن "رئيس التغيير المدني"، كما أن اتجاهه السياسي ونظرته الاصلاحية لا تحيد بالكل عن مسار ولد عبد العزيز، فكلاهما ينشد مصلحة الوطن.
وحسب بعض المصادر الخاصة فإن بعض أعضاء اللجنة الاعلامية لولد غزواني تهاجم جماعة الاخوان الذين أعلنوا دعمهم لولد الغزواني.
ثم إن ولد الغزواني يعتمد سياسة غير دبلوماسية، ترتكز على انتظاره الدعوة من طرف المنتسبين إليه بينما، يفتح ولد بوبكر المجال واسعا لحضور المنتسبين إليه، كما أنه لم يولي اهتماما للشخصيات ذات الوزن الثقيل وذوي التجربة، وهي سياسة لا تخدم المرحلة.
ولهذه الأسباب يرجح بعض المراقبين تفوق ولد بوبكر على ولد الغزواني ولا يستبعد أن تشهد الانتخابات المقبلة مفاجآت لم تكن في الحسبان، ومن غير المستحيل أن تتجه الأغلبية الحاكمة لدعم ولد بوبكر لشفاء الغليل من تضارب المصالح وتباين المواقف، فهم ما بين من يعمل بسياسة سرية، وبين من يجاهر بموقفه ضد ولد الغزواني.
هذا وتبقى كل هذه المطارحات مجرد بساط نظري فارغ من القيمة، إلا أنالأيام القليلة القادمة قد تبعث فيه روح الجدية، ليبدو على الساحة، وقد أخذت ملامحه في الظهور والانعكاس قليلا في الساحة السياسية، لمن ينظر إلى الساحة من خارج اللعبة.
احمد سالم ولد يسلم ولد هيبه