قال محمد سالم ولد هيبه الجندي السابق: إن خروج ولد عبد العزيز من القصر أخطر من أي شيء آخر قد يهدد موريتانيا، وأخطر من عدم فوز ولد الغزواني في الانتخابات الرئاسية التي باتت على الأبواب، وذلك تعليقا على تصريح ولد عبد العزيز الأخير خلال حفل إفطار بالقصر، والذي قال فيه: إن عدم فوز ولد الغزواني هو خطر على مستقبل موريتانيا.
فمن وجهة نظري يقول ولد هيبه فإن الخطر الذي يهدد موريتانيا أكثر من عدم فوز ولد الغزواني هو خروج ولد عبد العزيز من الحكم فمازلنا نحتاج لولد عبد العزيز، لينهي ما بدأ فهو الوحيد الذي تتفق عليه أغلبية الشعب وهو الذي اجتمعت عليه المؤسسة العسكرية والأمنية حامية الامن والاستقراروما اتخذ من قرارات لا ينكرها منكر.
فلا تزال موريتانيا تحتاج لرجل قوي مثل ولد عبد العزيز استطاع أن ينقلها في وقت وجيز وبشهادة من الجميع من دولة إفريقيا مغمورة، إلى دولة عصرية لها جيش قوي وقوات أمن قوية ، ولها بنية تحتية ولها مكانة دبلوماسية وتجربة في محاربة الارهاب والهجرة السرية والجريمة العابرة، ولها سمعة عالمية، واستطاعت أن تستضيف قمتين عالميتين لأول مرة في تاريخها.
ويضيف الجندي السابق إني ضد الديمقراطية، فهي فكرة غربية علينا كمجتمع بدوي مسلم ومسالم يعتمد في شأن دينه وأمره على مبادئ الإسلام والتسامح وتقديم المصلحة المرسلة، فالديمقراطية جاءت لإفساد مبادئ الإسلام وتفكيك أسس الحكم وهي لا تصلح لنا، ولا تتوافق مع عقليتنا وطبعنا، مضيفا أن بعض الدول العربية، وبعد تجربتها لفشل الديمقراطية، لجأت لنظام العشائر والقبائل، باعتباره أكثر تماسكا وأحسن أداء وأصلح لأمرها من غيره.
وأكد ولد هيبه أن مطلب بقاء ولد عبد العزيز ليس موقفه وحده، بل يوافقه فيه الآلاف من المتقاعدين من ضباط ساميين وضباط صف وجنود كلهم مع ولد عبد العزيز، ولن يبدلوه بغيره؛ بل هو رأي الجميع، يقول ولد هيبه؛ وسبق أن اجمعت عليه معظم القوى السياسية في البلد وكان مطلبا لدى أغلبية البرلمانيين، فلسنا نتوقع ما سيكون حين يغادر ولد عبد العزيز، ولا نأمن أن تأتي عاصفة على ما أبقى من انجازات وتبقيه هباء، لا قدر الله، ونحن سنظل يقول الجندي السابق؛ متمسكين بولد عبد العزيز، أيا يكن مكانه من النظام.
إننا نقدر لولد عبد العزيز احترامه للدستور وعدم مساسه، ونحترم رأيه لكنه سيتحمل مسؤولية تركه لموريتانيا وخصوصا في هذا الظرف الحاسم، ما جعل خروجه من القصر بهذه البساطة أمر خطير، قد يؤول بنا إلى مجهول.
ويختم ولد هيبه خرجته الإعلامية الجديدة بأنه في حال اصر ولد عبد العزيز على خروجه من السلطة، فيجب أن يبقى في رئاسة الحزب الحاكم ليعمل على إعادة ترتيبه وترميمه من جديد، فالحزب هو الجناح السياسي للنظام، ويحتاج لرجل قوي، لأنه منهك منذ فترة بفعل الصراعات والخلافات الداخلية والسياسة العرجى المتبعة في تسيير، وأذكر ولد عبد العزيز في الأخير أن موريتانيا ما تزال على مسؤوليته.