كنتُ مرة (قبل سنوات) في حديث مع صديق إعلامي مقرب من مسؤول كبير يدير واحدة من المؤسسات الرياضية الكبيرة في بلادنا التي تحصل سنوياً على ميزانية رسمية، ولديها عقود رعاية مالية مع شركات كبيرة، حصل عليها رئيس المؤسسة المذكور بنفوذه الخاص، ومع كل ذلك ورغم كل تلك المداخيل المالية فإن هذه المؤسسة الرياضية لا تقوم بأي نشاط، ولا تهتم بمنتسبيها، وربما لا علم لأحد أصلاً بوجودها في موريتانيا! وأغلب الظن أن رئيسها إنما يتقاسم مداخيله المالية السنوية مع المقربين منه!
فقلت للإعلامي المقرب من المسؤول المذكور، هل تعلم أن سبب سكوت الناس عنكم، وعدم انتقادكم وعدم ورود اسم مؤسستكم ولا رئيسها على لسان أي ناقد، هو بالضبط كونكم لا تقومون بأي شيء!
فلو أنكم أنفقتم مداخيلكم السنوية في مصاريفها القانونية، فنظمتم بطولة منتظمة مرة واحدة، أو حاولتم أن تقوموا بأي تطوير لرياضتكم هذه لخرجت عليكم الأقلام من كل جهة تنتقدكم وتذكركم بسوء، وتعتبركم فاشلين، ولن ترحمكم إذا ارتكبتم أي خطإ مهما كان صغيراً، لكن المفارقة أن سبب السكوت عنكم هو ما كان يجب أن يكون سبب الحديث بسوء عنكم؛ أي تدثركم وراء الفشل والفساد الحقيقي الخفي دون أن يشعر أحد بكم!
وما ينطبق على هذا الاتحاد ينطبق اليوم على كل مؤسسة عمومية يكتفي مديرها بتسيير مداخيلها لنفسه ومحيطه ولا يقوم بأي شيء يلفت الانتباه!
وعكسه تماماً هو ما يحدث مع كل مؤسسة تعمل بشكل يومي فتخطئ وتصيب، لكنها تعمل، فهي التي تكون معرضة للنقد والتشهير بمسيريها وموظفيها..
تذكرت هذا الأمر، وأنا أتابع هذا السيل الجارف من النقد والتشهير بحق رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، لأن اتحاده نجح في نقل موريتانيا كروياً من غياهب التخلف والانسحابات الدائمة والتهميش والسخرية والهزائم المتواصلة، إلى عالم المشاركة والتأهل للبطولات واحتراف اللاعبين وإشادة العالم بموريتانيا، فكان طبيعياً أن تهتم به الأقلام، وأن يُنتقد ويهاجم ويساء إليه، ببساطة لأنه يعمل، فهو يقوم بأشياء تلفت الانتباه ولا يمكن السكوت عنها!
قبله، كانت الاتحادية موجودة منذ استقلال موريتانيا، فمن كان يعرف أسماء رؤسائها السابقين؟!!
مع احترامي وتقديري لبعضهم.
من صفحة المدون محمد اندح