
في 2012 قرر سكان المذرذرة التظاهر من أجل إصلاح الطريق، فحركت الدولة على وجه السرعة جحافل الدرك الوطني لقمع المسيرة وقمعت بنجاح باهر!.
في 2019 وفي منطقة جغرافية غير بعيدة من المذرذرة شرقا، يموت ثلاثة أطفال عطشا بعد يومين من الضياع في الفلوات، دون أن تحرك الدولة ساكنا لأجلهم!
في مارس الماضي فُقد سائح فرنسي في منطقة أوجفت، فحركت الدولة جيشها للعثور عليه في أسرع وقت وتم تحديد موقعه بواسطة طائرة ، وتم العثور عليه بصحة جيدة ، وتم نقله الى مدينة اطار.
في العام الماضي أيضا تابع العالم أجمع عملية إنقاذ أطفال تايلنديين تاهوا وعلقوا في كهف مع مدرب لهم، فاستمرت عملية الإنقاذ الملحمية أسبوعا كاملا، لصعوبة المنطقة وكثرة السيول، أسبوع كامل ووسائل الإعلام التايلاندية تصوب كامراتها نحو المنطقة التي فقد فيها الأطفال! حتى أنقذ آخر واحد منهم.
في هذا الوطن الذي لاتساوي فيه روح الإنسان شربة ماء، لايهتم الإعلام إلا بنقل مبادرة تطبيلية أو اجتماع قبلي لاستقبال زعيم سياسي يقدمه اللحلاحة والمزمرون!
يقتصر دور الإعلام على النفاق والتطبيل وتغطية المشاريع الوهمية! وبرامج التفاهة والركاكة.. إلا من في استثناءات قليلة.
في "موريتانيا الرحيمة" كما وصفها الرئيس يتحرك الرؤساء والوزراء بطائرات الجيش، ويتعالجون من مال الشعب في ارقى مستشفيات باريس بينما يموت الأطفال عطشا في الصحاري، وبالإهمال الطبي بالعشرات، ومروحية من مروحيات الجيش الذي لم يخض حربا سوى ضد الديمقراطية كفيلة بإنقاذهم.
وتنهار الآبار على المنقبين عن الذهب، وتموت العائلات على طرق الموت الأحمر، بحوادث السير المروعة.
يحدث كل هذا على مرأى ومسمع من السلطات دون تحريك ساكن أو تغيير جذري للحيلولة دون تكرار أي واحدة من هذه الحوادث أو الحد من هذه الظواهر التي تزهق ارواح المواطنين بالعشرات!
في 2012 قتل اربعة اطفال في مستشفى الركيز بعد تلقيحهم مباشرة، قتلوا بسبب الإهمال وخطإ طبي قاتل! لم يحدث شيء بعدها، مات كثيرون بعدهم إهمالا وفقرا ومرضا دون تحريك ساكن.
خلال هذا الاسبوع فقط قتل أربعة مواطنين على الاقل طعنا ودهسا وفي حوادث أخرى متفرقة، ثم تخرج علينا الشرطة لتخبرنا -وياللروعة- أن الجناة أصحاب سوابق!!
وتصعد أرواح الأبرياء والمروعين والمقتولين إهمالا وعمدا وتهاونا كل يوم لتلعن كل مسؤول عن هذا المشهد القاتم المفجع!
من صفحة المدون: