وصف بعض المراقبين السياسيين الحلمة الرئاسية التي انطلقت منتصف ليلة البارحة، بأنها ولدت مية.
فلا منافسة بين الخصوم الستة، ولا إعلام ولا وجود للطعم المألوف في الانتخابات الرئاسية السابقة.
فلأول مرة يتم تجنب وإقصاء الصحافة المستقلة من حملة رئاسية يخوضها ستة مرشحين يتنافسون على كرسي الحكم.
حملة رئاسية أم حلم سياسي؟
وذهب بعض المراقبين أبعد من ذلك، حين وصف الحملة بأنها كانت أشبه بالحلم الخاطف، في ليلة هادئة.
ـفلا ترى غير خيام جميلة خاوية على عروشها، تعلوها صورة مطرزة لبعض الرجال معروفون بواقعهم السياسي، ومواقفهم من المشهد مما لا ينبئ بتوقع أي مفاجأة أو جديد يذكر.
ـ غياب تام لبعض المرشحين
شهد انطلاق الحملة وما تبعه من أحداث غياب تام لبعض المترشحين من المشهد السياسي ومن الساحة الاعلامية، فكل الجهود منصبة في اتجاهين إلى ثلاثة اتجاهات، وكل المادة الإعلامية مختصرة في بعض الصور عن المترشحين، مع تداول لبعض الخطابات المكررة والتي لم تأت بجديد يذكر.
لا جديد في طعم الخطابات ولا في البرامج الانتخابية المقدمة، قهي ذات العبارات والتوجه السياسي الرتيب، وكان الوصف الأقرب ما أطلقه بعض المراقبين بقول: إن بعض المترشحين أموات أو أشباه مرشحين، أو مجرد صور متحركة" وفق قوله..
وتساءل بعض المهتمين بالشأن السياسي أين ذهبت الأموال التي تم منحها للمرشحين؟ حيث أن بعض رجال الأعمال قدم المليارات لدعم بعض المترشحين، بينما ظهر الحضور باهتا ومألوفا وفق العملية السياسية المبتذلة..في الانتخابات الرئاسية.
لا يوجد مرشح لديه سيارة خاصة بالاعلام المستقل لمواكبة الحدث، ومنح الصورة للمواطن في حينها، فهي من حقه.
فمنذ أول انتخابات رئاسية في البلد ومنذ نشأة الديمقراطية، والمترشحين يمنحون مكانة كبيرة للإعلام المستقل، بينما يتنقل بعض المرشحين دون أي وجود لإعلام مستقل، وإنما برفقة إعلامه الخاص به فقط،، إلى جانب ما تقدمه المؤسسات الإعلامية العمومية، وبعض المدونين أصحاب الاتجاهات السياسية في مواقع التواصل الاجتماعي.
كما اكتفى بعض المرشحين باقتناء بعض السيارات الفاخرة والملابس الجميلة، والظهور تحت الأضواء، وكأنه في عرس اجتمماعي يستعرض مكانته وثروته أمام الملأ، وبحضور الموسيقى بمختلف أشكالها تحت الخيام المزخرفة.
واللافت للإنتباه أكثر من أي شيء آخر هو أن الوكالة الموريتانية للانباء عجزت عن رصد صورة جديدة لبعض المترشحين فور من حفل انطلاق حملته، وهي التي يجب أن تأخذ نفس المسافة من جميع المرشحين.
اتلانتيك ميديا
