كانت الانتخابات الرئاسية الحالية بمثابة نقطة تحول بارزة في السياسة الموريتانية، حيث كشف القناع عن وجوه مخادعة بأقنعة وطنية وسياسية مزورة، وقضت هذه الانتخابات على آخر صوت للمعارضة الموريتانية، وأصبح واضحا للجميع أن الوطنية شعور نادر يخص الكثير من المتصدرين للواجهة السياسية.
حيث أظهرت الانتخابات أن تيام صمبا متطرف يهاجم وحدة موريتانيا ويحاول تفكيكها، وأن كان حاميدو بابا عنصري يخدم مصالحه الخاصة عن طريق تفكيك مكونات الشعب الموريتاني، ويحاولان بالاتفاق مع جهات سياسية خارجية تفكيك تماسك الشعب الموريتاني.
إن موريتانيا دولة عربية افريقية إسلامية لديها مكونات اجتماعية عدة ولها خصوصياتها الثقافية والحضارية التي يجب أن تحترم لها.
أما المترشحون الخاسرون في الانتخابات؛ سيد محمد ولد بوبكر ومحمد ولد مولود وبيرام ولد الداه ولد اعبيد فكان أولى بهم أن يعترفوا بنتائج الانتخاب ويواصلوا مسيرتهم السياسية، أو يقدموا الدليل القوي على وجود خروقات وعمليات تزوير واضحة أمام المجلس الدستوري، أو يفصحون بأن أمرهم ليس بأيديهم وإنما بأيادي جهات خارج البلاد، تتصرف بهم كيف تشاء.
فرغم أننا لا نشك في وطنية هذه الجماعة إلا أننا نشك في عدم اعترافهم بنتائج الانتخابات، وتضامنهم مع المتطرفين الذين كانوا ينوون أن يحرقوا الوطن، ويحيلوه إلى فوضى عارمة، فقد كان على الأربعة المرشحين أن يصدروا بيانا، رافضا للعنف ويدينوا خلاله أعمال العنف التي كانت تحاول إثارة الفتن بين مكونات الشعب، وإيقاد حرب أهلية، عن طريق اغيال المرشح بيرام ولد اعبيد، ليتم اتهام الدولة بكل ذلك، فالصمت عن هذه الأحداث الخطيرة وعدم التنديد بها، هو بمثابة مشاركة فيها وكل من صمت عنها ممن هم في الواجهة السياسية فقد شارك فيها،
حيث حطمت سيارات الناس وتم نهب حوانيتهم وحرق بعض ممتلكاتهم من طر ف اجانب، في حين أن الأربعة المرشحون ينددون ويتظاهرون في وجه نتائج الانتخابات في حين يلتزمون الصمت اتجاه المتطرفين من الموريتانيين والأجانب الذين يحاولون تمزيق الوحدة الوطنية.
إننا نسكن في دولة لها قواتها العسكرية والأمنية التي تحميها وتسهر على حفظ الأمن في كل ربوعها، ولسنا في غابة، ودولتنا لا تدار من خارج البلد، ووحدتها خط أحمر.
إنه بعد هذه الأحداث التي تلت الانتخابات أصبح من الملح أن نطالب أن يقدم للعدالة كل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار، أو يزرع الفتنة بين مكونات الشعب، حتى تأخذ فيه العدالة مجراها الصحيح.
كما أنه لا مكان في موريتانيا لمن يريد أن يمس الأمن والاستقرار أو يرعب المواطنين أو ينهب أموالهم وسيقف الجميع في وجه الأشخاص الذين يستجيبون لأيادي أجنبية متطرفة تحاول زعزعة أمن البلد وتفكيك وحدته الوطنية الراسخة.
أحمد سالم ولد يسلم