اكس ول اكس يكتب : العلماء الربابيون

علمت أن ثلاثة علماء لم يستجيبوا لدعوة الجفلى التي أطلقها عزيز يوم أمس لاستتابة المسيئ لنفسه أعاذنا الله من حاله، وهم:
العلامة الشيخ اباه ولد عبد الله شيخ محظرة النباغية
العلامة الشيخ محمد الحسن ولد أحمد الخديم شيخ محظرة التيسير
العلامة محمد المختار ولد أمباله رئيس هيئة الفتوى و المظالم سابقا
وقد يكون ثمة غيرهم لكن الثلاثة هم من نما إلى علمي أنهم لم يقبلوا تلك الدعوة.

حين وجه العلامة گراي ولد أحمد يورَ برّد الله مضجعه سؤالا عن نازلة عمت بها البلوى حينها حدد نوعية العلماء الذين يريد جوابهم فقال رحمه الله :
يا سادتي العلما ما حكم نازلةٍ :: عمتْ ولم تعنِ إلا السادة العلما
أعني الذين يخافون الحساب غداً :: ولا يهابون قانوناً ولا نُظما
لا يُدخلون حراماً في حلالهمُ :: بل يتركون من الأحداث ما انبهما
إذا رأوْا سُنةً للمصطفى هُدمت :: شادوا من السنّة الغرّاء ما انهدما
فهؤلاءِ هم العاني فحيّهمُ :: عني جميعاً وقل يا سادتي الكرما

عام 1961 ظَهَر الرئيس التونسي لحبيب بورقيبة وهو يفطر في نهار رمضان "ظهر المحرم" ودعا الشعب إلى الإفطار.. وحتى يُلبِس هذا الأمر لباسا شرعيا، طلب من مفتي تونس آنذاك، فضيلة العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور أن يفتي بجواز الإفطار بدعوى زيادة الإنتاج.
ظهر المفتي الشيخ محمد الطاهر بن عاشور على التلفزيون فاشرأبت إليه الأعناق، قال بن عاشور:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
صدق الله العظيم وكذب بورقيبة
وأفتى بن عاشور بحرمة الإفطار من غير عذر، وأن من يقول ذلك، فقد أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، وأبطل دعوى أن الصيام ينقص الإنتاج.
بُهت بورقيبة، وما استطاعت الحكومة التونسية إلا أن تنسحب من الميدان، وأعلى الله فريضة الصيام في تونس.

غِبّ المحاولة الانقلابية في 16 مارس 1981، طلب الرئيس محمد خونه ولد هيداله من مفتي موريتانيا الإمام بداه ولد البصيري رحمه الله، الإفتاء بأن منفذي المحاولة محاربون فقال الإمام بداه مخاطبا هيداله:
هم ليسوا محاربين، وأنتم الصنادرة مثل " اكلابْ لخلَ" كلما انفرد اثنان بواحد أكلاه، ولن أصدر أنا حكما يظل سيفا مسلطا على كل منقلب وأبوء أنا بالإثم في أبد الآبدين.
قال هيدالة للإمام: أنا آمرك بذلك
فقال الإمام بداه: أنت علاقتي بك منقطعة فأقصى ما يكمن أن تفعله هو قتلي، لكن علاقتي بالله دائمة فهو يميتني ويبعثني ويحاسبني فأنا أخاف الدائم ولا أخاف المنقطع.

مضي بورقيبه ومضى هيدالة وسيمضي عزيز ويبقي التاريخ قاضيا وحكما عادلا يسجل المواقف بعد غياب اللاعبين.

ثمة كتاب ومدونون كنا نظنهم من الأخيار لكن بعضهم انبري يبرر ويدافع متهافتا في تهافت التهافت.
أولئك الكتاب والمدونون كانوا بالأمس يجلدون علماء السعودية وينتقدون مواقفهم مما يحدث الآن في بلاد الحرمين (وهو منكر أنكرناه) ويصفونهم بالعلماء المفتِين حسب رغبة ولي العهد ونزواته..
وهم الآن يدافعون عن علماء بنافه في المنتبذ القصي، فما لكم كيف تحكمون.. وكيف تكيلون بمكيالين أيها المطففين؟!

أعدكم أنني لو سمعت أحدكم مستقبلا ينتقد أي فتوى فإنني سآمر السيدة فظمه بإيلاج أقوى أصابعها في أُسْتِه وليمصصْ بعدها بظرَ اللات..

كامل الخزو

أربعاء, 10/07/2019 - 10:08

          ​