
أرجع المتابعون للشأن السياسي الوطني تأخر الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة إلى جملة من الأسباب الموضوعية، من بينها:
ـ أنه من الضروري أن يأخذ البحث عن خلق اتزان في الحكومة المنتظرة متسعا من الوقت، الأمر الذي يستدعي فترة زمنية أطول، وهو ما عكس حالة من الحيرة والتساؤل في صفوف الرأي العام.
ـ اختلاف تمثيل الولايات وتأثير نتائج الحلمة الرئاسية على الحقائب الوزارية، حيث تخضع سياسة الاتزان لمواكبة نتائج الحلمة الرئاسية وما بذل فيهل من جهود على مستوى كل ولاية، لإرضاء الجميع.
ـ وجود سياسيين طامعين في التعيين وغير صادقين في دعم الرئيس، ويحاولون فرض أنفسهم عن طريق بعض العلاقات الثنائية المتصلة بقمة الهرم، وهي عتبة قوية من التحديات التي توجد على طريق الرئيس في سبيله لتشكيل حكومة ذات كفاءة.
ـ كما أن الساحة السياسية تعج بالأحزاب السياسية التي لا تملك تمثيلا في الواقع ولا تملك شعبية قاعدية وتحاول فرض نفسها من أجل أن تنال حظا من التعيينات في الحكومة الجديدة.
ـ تزايد أعداد مبادرات "الجشع السياسي" التي ظهرت بكثرة قبيل الحلمة الرئاسية، طمعا في التعيين وكسب ود الرئيس المرتقب، وتفاقم وتيرة التظاهر بالولاء المزيف، الذي طبع المرحلة.
كل هذه الاسباب مجتمعة مع غيرها وضعت أمام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إشكاليات جديدة تحتاج للتأني والتريث للخروج من نفق المرحلة، ما زاد من مدة الوقت المتخذ لاتخاذ قرارات كبيرة كتعيين وزراء وتشكيل حكومة تستطيع مواجهة التحديات التي تطرحها اللحظة السياسية، وبوسعها تحقيق المشروع الذي رسم أبعاده منذ انطلاق الحملة، مستعينا ببعض المقربين والمطلعين على الوضع بجميع الخصوصيات السياسية والاجتماعية.
كما أن ولد الشيخ الغزواني على لم بما يجري في موريتانيا وعلى اطلاع بكل من دعمه ومن هو ضده، وهو أدرى بأنه لولا تدخل رفيقه وصديقه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز والقادة العسكريين والآمنيين وبعض المقربين منه المحسوبين عليه اجتماعيا، وبعض رجال الأعمال وهم قلة وبعض الوجهاء والأطر، لما حقق هذا الفوز الكبير.
وأكد المصدر أن تأخر الحكومة هو نتيجة طبيعية لحرص رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على تشكيل حكومة متزنة وذات مصداقية وتملك دورا في الحملة الرئاسية، حيث من بين من هم في صفه من دعمه ومن لم يدعمه، وستكون لكل ذلك نتيجته.
ووفق مصدر خاص فإن الحكومة أصبحت شبه جاهزة، رغم أنها أعيدت تشكيلتها للمرة الثانية.
اتلانتيك ميديا