تداولت بعض المواقع الألكترونية اليوم تقريرا لصحيفة القدس العربي، تم تلفيقه من تدوينات وتقارير وبيانات صحفية لأحزاب سياسية، وعزت الصحيفة ما أسمته التوتر السياسي إلى "عدم رضا الأمريكيين عن ظروف وشكل الإنتخابات الرئاسية الأخيرة في موريتانيا، خصوصا أنها لم تكن، حسب رأيهم، انتخابات تشاركية، كما لوحظت تجاوزات في آليات تنظيمها ومراقبتها".. على حد تعبير مراسل القدس العربي.
والملاحظ أن التقرير خلا تقريبا من وجهة نظر الداعمين للرئيس محمد ولد عبد العزيز باستثناء فقرة لا تتجاوز ثلاثة أسطر تتعلق بنتف من خطاب رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيدي محمد ولد محم بعد انتخابه رئيسا للحزب الحاكم.
في الوقت الذي أفرد فيه مساحات واسعة لتقارير صحف محسوبة على التيار الإسلامي وبيانات للأحزاب المتطرفة السائرة في ركب المنتدى، ممن يعيشون في أوهام الانقلابات بعد أن فشلوا في التغيير السياسي وفق النظم الديمقراطية المتعارف عليها.ومما لاشك فيه أن تقرير "القدس العربي" غير المتوازن اليوم يدخل في إطار الحملة الوطنية التي تشنها أطراف فاشلة سياسيا واجتماعيا للنيل من النظام القائم.
ما فات على القدس العربي أن من استندت لأقوالهم وقامت بتسويقها على أنها تمثل نبض الشارع الموريتاني هم في الحقيقة مجرد حفنة من الفاشلين الذين يتاجرون بالمواقف ويبيعون الوطن في سوق النخاسة السياسية، فأغلب هؤلاء انتهت صلاحية هيئاتهم الحزبية لعدم تجديد هذه الهيئات في الآجال القانونية، كما أنهم متشبثون برئاسة هذه الأحزاب منذ ميلادها، وهم آخر من يحق له الحديث عن الديمقراطية والتناوب وحقوق الشعوب.
أما الجزء المتبقي فقد فشل في استجلاب الفوضى والربيع الغربي إلى موريتانيا رغم التمويلات الهائلة والحشد الإعلامي الذي كانت توفره جهات أجنبية معروفة بعدائها لبلادنا، وحين فشل في تحقيق الهدف المنشود قرر المشاركة في الانتخابات البرلمانية والبلدية جريا وراء مكاسب سياسية ومالية على حساب قناعاته المبدئية.
وفيما يتعلق بالرفض الأمريكي فقد فات على الصحيفة أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز ترأس إلى جانب أوباما القمة الإفريقية الأمريكية الأولى وهذا أكبر اعتراف ودعم يمكن أن تحصل عليه نواكشوط من الولايات المتحدة.
ومما يؤسف له أن تقع جريدة دولية بحجم القدس العربي ضحية لمغالطات مكشوفة وتسخر صفحاتها للصراعات الداخلية، مما أضر بمصداقيتها داخليا ودوليا، وستدفع ثمن هذا الانحياز من رصيدها الإعلامي في المشهد الدولي.
أحمد سالم ولد محمد