قال محمد سالم ولد هيبه رئيس مجموعة اتلانتيك ميديا الاعلامية في تصريح للصحافة اليوم السبت إن قرار نقل العطلة من الجمعة إلى السب والأحد هو من صلاحيات النظام الخاصة به، وأنه لا تعارض بين العمل يوم الجمعة وبين أداء الواجبات الدينية المفروضة على المسلم في هذا اليوم..
وقال ولد هيبه إنه قد كثر القال والقيل في هذا القرار حتى بلغ السيل الزبى ولم يبق ذو قلم ولا صاحب لسان ولا عالم مفتى إلاّ وأدلى بدلوه في القضية، فنطق الأخرس، وسمع الصم ما قيل عنه، وأفتى الجاهل بما في جعبته، وحتى عاد الناس لأمهات الكتب المالكية وشروح المختصر، وألبسوا القضية لباسا سياسيا بحتا جاعلين من موجة الحرية الواسعة التي منحها ولد عبد العزيز بابا لنقد النظام وانتقاد جميع قراراته، وللتشويش على خططه وتفنيد أهدافه.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد حتى جلس عالم موريتانيا الأول، قدوتنا جميعا العلامة والفهامة محمد الحسن ولد اددو وانتقد القرار باعتباره مخالفا للقيمة الدينية التي وضعها الإسلام للجمعة، مع أن الأيام كلها لله، وليست الجمعة سوى يوم واحد منها، رغم ما يحظى به من أمور لا تخفى على أهل العلم فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل يوم الجمعة على سائر الأيام فيما أخرجه مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تيب عليه، وفيه مات ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة، وما من دابة إلا هي مطرقة مصيخة من طلوع فجره إلى طلوع شمسه تنتظر الساعة إلا الإنس والجن.
وقال ولد هيبه إنه لم يعد للناس اليوم من عمل سوى انتقاد وتفنيد ما يقدمه النظام من استراتيجيات تخدم المواطن والدولة، فلم يأت قرار نقل العطلة إلى السبت والأحد اعتباطا ولم يك وليد صدفة وإنما جاء نتيجة بحوث اقتصادية ودراسات راسخة لتجنب خسائر مادية عظيمة، فحين نعود للنظر في الحالة التي كان عليها العمل باعتبار الجمعة والسبت عطلة فإننا سندرك أننا نخسر أربعة أيام من الأسبوع، بخلاف معظم دول العالم و ليست موريتانيا إلا جزءا من هذا العالم واقتصادها مرتبط باقتصاد العالم وأرباحها وخسائرها متعلقة هي الاخرى بما يدور حولها، فقد أصبح العالم اليوم قرية صغيرة بفعل تقنيات الاتصال و الاختراعات الجديدة.
ولد هيبه لم ينصف من دعا لرفض وانتقاد هذا القرار باسم المذهب المالكي فقد شفى أهل المذهب الغليل في القضية قبل اليوم ولم تعد محل جدل، حيث فصل المالكية في حكم التعطيل وترك العمل يوم الجمعة فكرهوه تعبدا خشية التشبه باليهود والنصارى وأباحوه للاستراحة، بل ذكروا أنه قد يؤجر إذا أراد التهيؤ للجمعة والتبكير لها ونقل المواق والحطاب والخرشي والدسوقي في شروحهم لمختصر خليل عن ابن عرفة أنه قال الرواية كراهة ترك العمل يوم الجمعة كأهل الكتاب، ونقلوا عن أصبغ أنه قال : من ترك العمل استراحة فلا بأس به , وأما استنانا فلا خير فيه.
وذكر ابن الحاج في المدخل أن العلماء قد كرهوا ترك الشغل يوم الجمعة , وأن يخص يوم الجمعة بذلك خيفة من التشبه باليهود في السبت , وبالنصارى في الأحد, فيحذر من هذا كله قال مالك رحمه الله كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون أن يترك العمل يوم الجمعة لئلا يصنعوا فيه كما صنعت اليهود والنصارى في السبت والأحد . .وهذا لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بمخالفة أهل الكتاب.
وأنتقد ولد هيبه ما تنقله وسائل الاعلام من الشتم والتسويف بقرارت الحكومة على إثر هذا القرار، وناشد العلماء بأن يقفوا بجانب الحق وطالب ولد هيبه السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية بأن تضع حدا لموجة الحرية التي تجتاح موريتانيا اليوم، فقد شاهدت يقول ولد هيبه وسمعت من بعض وسائل الإعلام المحلية من شتم الرئيس وسبه على ألسنة بعض الشخصيات التي لم تقدم شيئا لهذا الوطن، ما لا يليق بمسلم فكيف برئيس دولة مسلمة؟ هذه الشخصيات التي تحركها أياد أجنبية، وقد اكتشفت قطر ذلك متأخرة فقامت بطرد قيادات هذه الجماعة، التي لا تعرف الآن اين تمضي ففي ليبيا ينتظرها حفتر وفي مصر السيسي، ثم إن القرار الجديد لا ينافي إقامة العبادات والشرائع الدينية المفروضة على المسلم في يوم الجمعة، وكرر ولد هيبه قوله أنه كان على وسائل الإعلام أن تستضيف علماء لمناقشة هذا القرار، ولا تكتفي باستضافة كل من هب ودب، للحديث عن قرار رسمي سيكون له ما بعده.
وختم ولد هيبه كلامه بأن قرار تحويل عطلة الأسبوع لن يكون مطية للمغرضين الحاقدين على النظام، أصحاب المصالح الضيقة الذين يختصرون جميع أقوال النظام وقراراته في زاوية ضيقة، وينظرون إليها بعيون حاقدة وينقدونها بكل ما أوتوا من قوة، فقرارات النظام ليست وليدة الصدفة، وستظهر مصداقيتها في المستقبل القريب.