خرج رئيس الوزراء السابق مولاي ولد محمد لقظف من مكتبه وهو يتمتع بثقة كبيرة في أوساط الساسة الموريتانيين، سواء منهم المعارض أو الموالي، واستطاع ولد محمد لقظف أن يحافظ على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين، ولم يقبل الانحياز لطرف على حساب آخر، حتى فيما يتعلق بالسياسة المحلية في مسقط رأسه.
ولد محمد لقظف مكنته هذه الوسطية والاعتدال من تحقيق إجماع وطني خلال اتفاق داكار حيث رضيت به المعارضة وزيرا أول في حكومة التوافق الوطني، واستطاع خلال السبع سنوات التي قضاها في المنصب أن يحافظ على طلاقة الوجه وبشاشته طيلة هذه المدة، وحقق لموريتانيا من مكاسب ما لم يتحقق لها خلال الخمسين الماضية.
ويتساءل مراقبون هل يستطيع ولد حدمين أن ينجح في السير على خطى سلفه ولد محمد لقظف، خاصة وأن الوزير الأول ولد حدمين يواجه صعوبات كبيرة فيما يتعلق بالتعامل مع الفرقاء السياسيين ولديه خصومات قوية في الحوض الشرقي، وهي الخصومات التي قيل إنها دفعت ببعض أنصار ولد عبد العزيز للتصويت لصالح مرشحي "تواصل" في مقاطعة جكني نكاية بولد حدمين فقط، ويخشى البعض هناك من استغلال ولد حدمين لمنصبه الجديد لتصفية حساباته الضيقة مع خصومه في النعمة وجكني وتمبدغة..
بعض السياسيين في الحوض الشرقي لايعلقون آمالا كبيرا على مأمورية الرجل، ربما بسبب افتقاره للحنكة والمرونة التي هي السلاح الأكثر فاعلية في هذه المواقف..
فهل ينجح ولد حدمين في حمل الرسالة ونيل ثقة ولد عبد العزيز والرأي العام الوطني كما نجح سلفه مولاي ولد محمد لقظف؟.