رحلة المعلمين في الباصات إلى الداخل

كان يوم حزن وشوق بحجم حرارة شمسه الساطعة يوم جمعت مدرسة تكوين المعلمين الباصات أمام بابها ودعت المعلمين المتوجهين إلى ولايات الداخل
بدأت أجواء السفر في الصباح الباكر حين وفد المعلمون رفقة ذويهم، ما بين مصطحب طفلا وشيخا وامرأة و غير ذلك من أثاث المنزل وضروريات السكن...وأشياء أخرى ...
وكانت أطراف المشهد تأسر الناظر وكأنك ذاهب مع القوم في رحلة نحو القمر أو المريخ أو قاع المحيط ..
في أحد الباصات شيخ مسن يضع يده على كتف ابنه المعلم الجديد ويتلو عليه من التعاويذ ما ورث من سر عن جدوده، ويودعه في حزن، وفي الجانب الآخر جماعة من الفتيات يتجاذبن الحديث ويتناجين في ضحك خافت...
في ذلك اليوم امتلأ الحانوت الصغيرة الذي بجانب مدرسة تكوين المعلمين بالزوار، حتى نفدت "اباش افياه" ..
فترى الخارجين من بابه ما بين ماضغ خبز أو شارب لبن أو متأبط قنينة ماء..
وتطالع سمعك وأنت تمر من هنالك جلبة افريقية باختلاف ألسنة وأصوات ورائحة الوحدة الوطنية التي تملأ المكان، أنت واعد لبراكنه ابدى ان واعد أطار ...هههه انت ماشي ... ذا شنه ذو اناس منهوم؟ هذو المعلمين كال عنهم واعدين الداخل لاه اكرو حكلل يوكي ..
هذا الباص إلى النعمة وذلك إلى كيفه وهذا إلى "أطار "...
.ومجالس وأحاديث وشمس حارقة..وأشياء أخرى ...
كان مشهد الوداع يختزل الحياة، ويأخذ من نفس كل من رأت عينه رحيل تلك الباصات المتتالية المتوجهة صوب مدن الداخل..
وفي جيوب المعلمين حلم هادئ ينام ويستيقظ فأمامهم عالم آخر وحياة جديدة مع الوظيفة والعمل.

 

ديدي نجيب

جمعة, 04/10/2019 - 13:02

          ​