في العاصمة وحدها تتراكم مآت المطاعم على جنبات الطرق الرئيسية وغير الرئيسية بشكل فوضوي لا يخضع لجغرافية المكان ولا لرقابة حماية المستهلك.
و ما إن تتوارى شمس يوم حتى تمتد خيوط أعمدة الدخان تتسابق في التحليق من أجل أن يسيل لعاب المارة والزبناء إلا أن أعمدة هذا الدخان غالبا مايكون منطلقها طعام مسموم أخرج من مكانه المفضل بعدأيام من عطلته داخل الثلاجة حتى أصبح مضرا للزبون ومربحا لصاحب المطعم وهنا تكمل الوسيلة والغاية و لو كلف ذالك روح بريء اصطادته حلاوة المذاق إلى مرارة النهاية.
هكذا يمارس هؤلاء القتلة مهنتهم المفضلة حتى تنتفخ جيوبهم من المال ومجازرهم من الضحايا فحماية المستهلك منحتهم حصانة القتل وتوارت عن الأنظار ولسان حالها يقول لشعب مسكين و مظلوم كل ما شئت فهكذا نحمي استهلاكك حتى تشرف على الهلاك، فهل يتحرك وزير التجارة على غرار وزير الصحة؟ لقد ناديت لو أسمعت حيا : و لكن لا حياة لمن تنادي.
السبيل