على وزارة الصحة أن تلقي القبض على أحد كبار الموردين حتى لا تكون حملتها مجرد مسرحية؟

نجح وزير الصحة نذير ولد حامد في حملته القيمة ضد الدواء المزور والصيدليات التي لا تستوفي شروط بيع الدواء، حتى أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح الخبر الأول في المساطر الإخبارية، وقام بجولة لمختلف ولايات الداخل، واستضافه الاعلام الرسمي، وتم تأييده بوقفة شبابية حضرها الوزير بنفسه، وسيقف الشعب الموريتاني إلى جانب وزير الصحة،  لكن هذه الحملة الناجحة ستبقى مجرد مسرحية ما لم يتم إلقاء القبض على أحد الموردين الكبار فستبقى هذه الحلمة القيِّمة  مجرد مسرحية، وتبقى قناعة الشعب المتحمس لهذه الحلمة متذبذبة ما لم يتم  القبض ولو على واحد من هؤلاء الموردين الكبار.

وكان الفضل  لموقع "اتلانتيك ميديا" الذي كتب في أكثر من مقال   وتحليل عن خطورة الدواء المزور، ووصف بائعيه بتجار الموت، وجعل ضرورة القبض عليهم أكثر إلحاحا من أي شيء آخر.

من جهة أخرى فإن وزير الصحة ليس غريبا على ميدان الدواء وبيعه، فقد خدم في الوزارة كطبيب عام، وهو على اطلاع ووعي بحقيقة الموردين، وكل حيثيات الدواء وبيعه، وعليه أن يوقف تجار الموت الذين يبيعون السم للمواطنين، أو عليه على الأقل أن يوقف أحد موردي الدواء، ليبرهن للشعب على حقيقة ما ينوي القيام به، وحتى لا يفقد قناعة الشعب بما يفعل، ولا تظل حملته مجرد مسرحية مؤقتة.

 

كما أن وزير الصحة مطالب باتخاذ إجراء يقضي بجلب شخصيات أكفاء من خارج الوزارة لإجراء عملية تفتيش واسعة عن الأدوية المزورة والمنتهية صلاحياتها، فأغلبية من في الوزارة وفق مصادرنا هم شركاء في العملية، و عليه أن  لا يترك محاسبة أحد الموردين باعتباره مواليا للنظام، فليست المولاة كدار أبي سفيان من دخلها من الموردين فهو آمن.

وختاما فإن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني قد أمر الوزير الأول اسماعيل ولد بد ولد الشيخ سيديان أنه لا أحد فوق القانون، وأن يتبع في سياساته المساواة في العقاب والجزاء ليكون الجميع سواسية أمام القانون، ولينال رجال مر ما صنعوا.

 

آتلانتيك ميديا

جمعة, 06/12/2019 - 12:44

          ​