تحذير من مخاطر وضع الأجهزة الذكية فى غرف النوم

أصبحت الأجهزة الذكية جزءا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، خاصة المساعدات الذكية التى بدأت في الانتشار مؤخرا وبشكل تدريجي بين المستخدمين، فهى أسرع فى الحصول على معلومات حول الطقس ووصفات الطهي وخيارات الموسيقى، إلا أن العديد من التقارير الحديثة حذرت من تواجد هذه الأجهزة في غرفة نوم المستخدمين خاصة بعد اتهامها بالتجسس عليهم وجمع تسجيلات صوتية لهم.

وبحسب أحد التقارير قالت الدكتورة هانا فراي، الأستاذ المشارك في جامعة كوليدج لندن، إن المساعدات الذكية الرقمية يجب أن تعامل بنفس معاملة الضيوف الآخرين في منزلك وإبعادهم عن الأماكن الخاصة مثل غرفة النوم والحمام، خاصة أن هناك "زحفًا" للسماح للأدوات التكنولوجية بغزو خصوصيتنا.

وأضافت: "أعتقد أن هناك بعض المساحات في منزلك، مثل غرفة النوم والحمام، والتي يجب أن تظل خاصة بالكامل، فهذه الأدوات يمكن تنشيطها بأمر صوتي واحد، لكنها قد تستمر في العمل لفترات طويلة، وهو ما يعنى أنها قد تقوم بتسجيل المحادثات له دون علمهم"، وقد طلبت الدكتورة فراي من شركات التكنولوجيا تقديم البيانات التي جمعتها عليها، حيث قالت إنها عثرت على تسجيلات لمحادثات مأخوذة من داخل منزلها.

كذلك يجب أن يكون المشترون حذرين للغاية من التقنيات ذات السعر المنخفض، خاصة فيما يتعلق بالسماعات الذكية المرتبطة بالإنترنت، ففي وقت سابق من هذا العام أقرت العديد من شركات التكنولوجيا بأنها تجسست على المستخدمين، فيما أشار تقرير صادر عن موقع بلومبرج الإخباري إلى أن العديد من المستخدمين لا يعلمون أن البشر يستمعون إليه، حيث يستطيع كل موظف مراجعة ما يصل إلى 1000 مقطع صوتي يوميًا.

اعترفت شركة أبل أنها دفعت لبعض الموظفين المتعاقدين معها للاستماع إلى محادثات Siri الخاصة بالمستخدمين، واعترف العمال أنهم سمعوا تسجيلات لحياة المستخدمين الشخصية، بما فى ذلك مواعيد الطبيب والعلاقات الجنسية وغيرها من الأمور، إلا أن أبل بررت هذا الموقف بأنها تفعل ذلك لتحسين فهم سيري لأوامر المستخدمين.

كما كشفت شركة مايكروسوفت أنها كانت تجمع بيانات صوتية لمستخدميها بمساعدة موظفيها، بالإضافة إلى متعاقدين خارجيين، وكشف متحدث باسم مايكروسوفت أن الشركة تجمع بيانات صوتية من أجل تمكينها من تقديم خدمات قائمة على الصوت فى كل من خدمة الدردشة سكايب، والمساعد الرقمى Cortana، وهى أحيانًا تستخدم البائعين للمساعدة فى تحسين هذه الخدمات.

كذلك اعترفت شركة فيس بوك بأنها وظفت مئات المتعاقدين للاستماع إلى المقاطع الصوتية التى يتبادلها المستخدمون عبر تطبيق ماسنجر التابع لـ"فيس بوك"، وادعت المنصة أنها وظفت هؤلاء المتعاقدين فى السابق للتحقق مما إذا كانت المحادثات المجهولة المصدر قد تم نقلها بشكل صحيح على تطبيق ماسنجر، وأن تقنية الذكاء الاصطناعى الخاصة بها تعمل بشكل صحيح.

كذلك فإن موظفى أمازون يستمعون إلى تسجيلات المستخدمين الخاصة على أجهزة المتحدث الذكى التابعة للشركة والتى تعمل بمساعدها الشخصى Alexa، بما فى ذلك الأزواج الذين يناقشون المسائل الخاصة أو العلاقات الجنسية، ووفقًا للتقرير، يستمع الموظفين إلى التسجيلات لمراقبة النظام وتحسينه.

الكثير من مستخدمي هذه الشركات لا يعلمون بأن أشخاصا آخرين قد يستمعون إلى ما يقولون في منازلهم، وقال التقرير أن المراجعين يدونون ما يرد في محادثات المستهلكين ويعلقون عليها بغرض تحسين أداء أنظمة المساعدات الشخصية للتعرف على النطق.

توجد هناك الكثير من المخاوف من أن الأجهزة الذكية قد تسجل سرا كل ما يقال في المنازل، لكن بينما تقوم هذه السماعات تقنيا على الأقل "بسماع" ما يقال، فإنها لا "تستمع" الى محادثات الناس، حيث تقوم كل السماعات الذكية بتسجيل مقاطع قصيرة من الأصوات داخليا من أجل الاستبيان عن كلمات معينة، وإذا لم تستدل هذه السماعات على هذه العبارات، تمحو التسجيلات الصوتية، لكنها في نفس الوقت إذا عثرت على العبارة المناسبة، تحتفظ بالتسجيل الصوتي وتستمر بالتسجيل لأجل ارسال طلب المستخدم إلى نظام التعرف على النطق.

اثنين, 16/12/2019 - 16:45

          ​