لا وفاء ل"تعهداتي" قبل التخلص من مفسدي العشرية

رغم ما حمل البرنامج الانتخابي الفضفاض لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني من وعود ممتمعة، أسالت لعاب الحالمين بوطن وحياة أفضل، ـ ذلك الخطاب الذي تمت قراءته بنبرة فصيحة، وحمل من الأساليب البلاغية الكثير، ـ  فإنه لن يقدم شيئا يخدم موريتانيا وأهلها، حتى الآن؛ قبل أن يتخلص من ثلة من المفسدين تغرس براثينها في صلب الدولة، وتعيث فسادا في كل قطاعات الحكومة منذ فترة.

إنه من المعهود أن يأتي كل حكم جديد بوجوه جديدة، ويبدل ديوانه، ومستشاريه، وحاشيته،  خدمة لبرنامجه الانتخابي، وتطبيقا لتعهداته، أما أن تتم إعادة الثقة لعدد من المسؤولين الذين تمت تجربتهم في مناصب سابقة ولم يفلحوا فيها، فتلك خسارة وبطلان وقت، وفشل تتحمل حكومة ولد الشيخ سيديا مسؤوليته على عاتقها.

فلا إصلاح ولا وفاء ب"تعهداتي" قبل إزاحة ولد انجاي عن اسنيم قلب الاقتصاد الموريتاني النابض، وإبعاد ولد عبد الفتاح عن وزارة الطاقة والمعادن والبترول وإقالة انجانك جبريل من الأمانة العامة للحكومة، وإخراج الناه بنت منت مكناس من وزارة المياه والصرف الصحي، وغيرها من اللائحة التي لم تقدم شيئا يذكر طيلة فترة من الزمن، إضافة إلى تسريح جملة من المستشارين في القصر الرئاسي وفي الوزارة الاولى، والذين لا دور لهم سوى أخذ رواتب كبيرة من الدولة، فهم جماعة من الفاشلين، وغيرهم من المدراء والامناء العامين الذين على موعد مع التحقيق من طرف اللجنة البرلمانية، إن عاجلا أو آجلا.

إن الشعب الموريتانيا لن ينظر إلى أي انجازات تقوم بها حكومة ولد الشيخ الغزواني قبل أن يزيح ويبعد ويتخلص من هؤلاء المفسدين الذين أتوا على الأخضر واليابس، وتم تجربتهم وعرف مكان الخلل فيها، فما في إعادتهم لمناصب سامية غير العبث بالمال العام، وترسيخ الفساد، وتجذره.

فلن يعدم ولد الشيخ الغزواني من بين داعميه و مناصريه في موريتاينا أصحاب خبرة وتجربة، يخلفون هذه الوجوه التي ظلت على سنة فسادها، تعبث وفق منهجها ونهجها المعروف، فهي ليست غريبة على المناصب، وليست المناصب غريبة عليها.

فعلى رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أن يتدارك، وبسرعة؛ الموقف ويبعد جميع مفسدي العشرية، وينتقي وجودها جديدة تخدم برنامجه بما يعود على موريتانيا بخير.

 

اتلانتيك ميديا

جمعة, 21/02/2020 - 11:56

          ​