استفحال فيروس كورونا حول العالم، حجر صحي، حظر تجول، غرامات مالية، إغلاق المساجد والكنائس، قلق على المسنين، توقف العمل، الخوف من المجهول، كل هذه الأسباب وغيرها تدفع بسكان العالم إلى تحمل أعباء نفسية شاقة. ولكن وسط هذه المخاوف والمشاعر المختلطة، هناك بعض الأخبار التي تدعو إلى التفاؤل، اخترنا منها عشرة.
وسط تفشي جائحة كورونا في القارات الخمس، أصبحت الإبتسامة عملة نادرة، فالجميع قلق على نفسه وأهله وأسرته وأطفاله، وأصبحت البشرية تشتاق إلى الماضي وزمن "ما قبل الكورونا".
وفي خضم تداول الأخبار المقلقة عن تفشي فيروس كورونا، تظهر بعض الأخبار السارة التي تدعو إلى التفاؤل، منها أن التقديرات الأولية تشير إلى أن 99 في المئة من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا سيتعافون، وبعض الناس لن تتطور لديهم الأعراض، ففي فرنسا على سبيل المثال، بين 18 و19 مارس/ آذار، خرج نحو ألفي وربعمائة مريض من المستشفى بعد تأكد تعافيهم التام من المرض، وفقا لما صرح به الطبيب الفرنسي جيروم سالومون لصحيفة "لوموند" الفرنسية. وفي الصين، تم إعلان شفاء 70 ألف شخص من أصل 81 ألف حالة مؤكدة مسجلة.
ثانيا، الصين لم تسجل أي حالات إصابة محلية في الأيام الأربعة الماضية، ما يعني أن الحجر الصحي وعزل المدن المتبع في الصين منذ أواخر يناير/ كانون الثاني، وفي أغلب بلدان العالم من الممكن أن يؤتي أكله في القريب العاجل.
ثالثا، إجمالي معدل الوفيات في العالم يبلغ نحو 1% أو ربما أقل، وهو أقل بكثير من نسبة وفيات مصابي متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد المعروفة علميا باسم "سارس" الذي كان حوالي 11%، أو حتى الإيبولا 90%، وفقا لبيانات نشرتها وزارة الصحة الإسبانية.
رابعا، تسارع الحكومات إلى حماية شعوبها، بل وتتعاون من أجل إيجاد حلول طبية ودواء فعال واضعين النزاعات جانبا فعلى سبيل المثال عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران أن يقدم لها مساعدات طبية، كما أرسلت روسيا وكوبا أطباء ومستلزمات طبية إلى إيطاليا.
خامسا، تتضامن دول العالم من أجل التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا، وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، قد أعلن الأربعاء الماضي ما وصفه بتجربة تضامن، وهي دراسة بمشاركة عدة دول لتحليل علاجات غير مجربة من أجل تسريع البحث عن العلاجات والأدوية المحتملة لفيروس كورونا.
سادسا، في 16 من مارس/ آذارأعلن عالم المناعة أرتورو كاساديفال في مشفى جونز هوبكينز أنه هناك إمكانية أخذ الأجسام المضادة من مرضى فيروس كورونا واستخدامها لحقن الأشخاص المعرضين للخطر لكي تحميهم من الإصابة بالمرض، وهي وفقا للعالم البذرة الأولية لتصنيع اللقاح المنتظر.
سابعا، ارتفعت نسبة العمل التطوعي حول العالم، ففي فرنسا على سبيل المثال تم تسجيل 36 ألف متطوع من جميع الأعمار في خلال أربعة أيام فقط، بالإضافة إلى العديد من المبادرات التضامنية الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعمل على التوعية وتقديم يد العون في حدود المستطاع.
ثامنا، يبدو أن فكرة اكتشاف دواء فعال باتت ليست ببعيدة، ففي الصين، تم اختبار عقار ياباني، اسمه العلمي فافيبيرأفير، وأظهر فاعليته في تجارب سريرية بمدينة ووهان البؤرة الأولى لتفشي المرض. كما أظهرت رحلة البحث عن علاج نتائج فعالة في كل من ألمانيا والولايات المتحدة وفي انتظار تصريحات طبية رسمية. وفي فرنسا، تمت بالفعل تجربة علاج للفيروس في مدينة مرسيليا، جنوب البلاد.
تاسعا، نشرت مجلة نيتشر ميديسين العلمية بحثا، ورد فيه أن الباحثين الأستراليين يعملون على اختبار عقارين لفيروس كورونا، بل إنهم توصلوا بالفعل إلى خطة الفيروس في محاربة جهاز المناعة مما يفيد في التقدم للوصول إلى دواء فعال.
عاشرا، انخفضت نسب التلوث الهوائي بشكل ملحوظ حول العالم، خصوصا في الصين، التي تقع في أعلى قائمة البلدان الأكثر تلوثا في العالم، فقد سجلت انحسارا ملحوظا في نسبة ثاني أكسيد النيتروجين السام، كما هو الحال في شمال إيطاليا أيضا التي شهدت انخفاضا في نسب التلوث يصل إلى نسبة من 10 إلى 30 في المئة.