فخر الزمان .. قصيدة في مدح العلامة ابَّاهْ ولد عبد الله

لأنكَ من يكسُو الحروفَ جَمالَها *** تنالُ القَوافِي إنْ مُدحتَ كَمالَها 

 

ويفرحُ بالمدحِ الأنامُ جِبِلَّةً *** فللهِ نَفسٌ قدْ نسفتَ جِبالَها

 ولم تُلهكَ الدنيا وخاصمتَ لهْوَها *** فمالكَ يا فخر الزمان؟!.. ومالَها؟!

ومن رامَ باسمٍ جَمْع كُلِّ فضيلةٍ *** عنَى ابَّاهَ فليَصْدع إذا هُوَ قالَها

 نفاخِر تاريخَ الجُدود بِمثله *** ونُبصر من شنقيطَ فِيه مثالَها 

 

فللهِ كمْ علياءَ قالتْ أنا لَه *** ونازلةٍ صمَّاءَ قالَ أنَا لَها 

 

 وكمْ مُهجةٍ بالحقِّ أصلَحَ بالَها *** وليسَ علَى اللأْواءِ يأخُذُ مالَها

 

 وإن تكُ في ربْع الكرامِ عمائمٌ*** فمنهُ لعمرُ الله نالتْ جَلالَها 

 

 تراءتْ كميْمونِ السَّحابِ دِيارُه *** فَشِمتُ بُروقَ المَكرُماتِ خِلالَها 

 

ولمَّا وردتُ النَّبْع ألفيتُ أُمَّة *** من الناس يسقون الفُهومَ زُلالَها 

 

هنالكَ تصطادُ العقولُ شوارداً *** وتضمنُ بالله القلوبُ اتِّصالَها

 

 وقفتُ على باب المُحلَّى حسامُه *** ومن طاولتهُ الشمسُ معنًى فَطالَها

 

 وحسبكَ يومٌ لا تملُّ مقيلَه *** وكلُّ رجالِ الشعر أَعيَا مَقالَها

 

 فلمْ أر مِنِّي اليومَ أكرمَ مَنزلاً *** ولا منْ عليهِ المُزْنُ أبْقتْ ظِلالَها 

 

 

 إلى منْ تَصانيفُ العلومِ جليسُه *** جلستُ ونَجوى الروح كانَ قُبالَها

 

تَواضع للمولَى فأعلى مقامَه *** ومارسَ أسبابَ المَعالي فنالَها

 

 ولمْ يجْعل الآباءَ مرساهُ فِي العُلا *** فجدَّدَ منْ زيْنِ الخصالِ خصالَها

 

 وكانتْ لهُ في النَّاس أسْمَى خُؤولَةٍ *** فأصبح في خَدِّ الكِيَاسَةِ خَالَها

 

 ويَقْضي لِهاماتِ البسيطةِ سُؤْلَها *** وإنْ سألتْ في العلمِ وَفَّى سُؤالَها

 

فَذاكَ الّذي بستانُه الدهرَ أخضرٌ *** وتملأُ كلُّ الأرضِ مِنهُ سِلالَها

 

الشيخ ولد بلعمش

اثنين, 22/09/2014 - 18:53

          ​