لأنكَ من يكسُو الحروفَ جَمالَها *** تنالُ القَوافِي إنْ مُدحتَ كَمالَها
ويفرحُ بالمدحِ الأنامُ جِبِلَّةً *** فللهِ نَفسٌ قدْ نسفتَ جِبالَها
ولم تُلهكَ الدنيا وخاصمتَ لهْوَها *** فمالكَ يا فخر الزمان؟!.. ومالَها؟!
ومن رامَ باسمٍ جَمْع كُلِّ فضيلةٍ *** عنَى ابَّاهَ فليَصْدع إذا هُوَ قالَها
نفاخِر تاريخَ الجُدود بِمثله *** ونُبصر من شنقيطَ فِيه مثالَها
فللهِ كمْ علياءَ قالتْ أنا لَه *** ونازلةٍ صمَّاءَ قالَ أنَا لَها
وكمْ مُهجةٍ بالحقِّ أصلَحَ بالَها *** وليسَ علَى اللأْواءِ يأخُذُ مالَها
وإن تكُ في ربْع الكرامِ عمائمٌ*** فمنهُ لعمرُ الله نالتْ جَلالَها
تراءتْ كميْمونِ السَّحابِ دِيارُه *** فَشِمتُ بُروقَ المَكرُماتِ خِلالَها
ولمَّا وردتُ النَّبْع ألفيتُ أُمَّة *** من الناس يسقون الفُهومَ زُلالَها
هنالكَ تصطادُ العقولُ شوارداً *** وتضمنُ بالله القلوبُ اتِّصالَها
وقفتُ على باب المُحلَّى حسامُه *** ومن طاولتهُ الشمسُ معنًى فَطالَها
وحسبكَ يومٌ لا تملُّ مقيلَه *** وكلُّ رجالِ الشعر أَعيَا مَقالَها
فلمْ أر مِنِّي اليومَ أكرمَ مَنزلاً *** ولا منْ عليهِ المُزْنُ أبْقتْ ظِلالَها
إلى منْ تَصانيفُ العلومِ جليسُه *** جلستُ ونَجوى الروح كانَ قُبالَها
تَواضع للمولَى فأعلى مقامَه *** ومارسَ أسبابَ المَعالي فنالَها
ولمْ يجْعل الآباءَ مرساهُ فِي العُلا *** فجدَّدَ منْ زيْنِ الخصالِ خصالَها
وكانتْ لهُ في النَّاس أسْمَى خُؤولَةٍ *** فأصبح في خَدِّ الكِيَاسَةِ خَالَها
ويَقْضي لِهاماتِ البسيطةِ سُؤْلَها *** وإنْ سألتْ في العلمِ وَفَّى سُؤالَها
فَذاكَ الّذي بستانُه الدهرَ أخضرٌ *** وتملأُ كلُّ الأرضِ مِنهُ سِلالَها
الشيخ ولد بلعمش