احتفى الموريتانيون بفيلم يحمل عنوان «تمبكتو.. شجن الطيور» للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، وذلك بعد أن دخل لائحة الأفلام المرشحة للتنافس ضمن مسابقة الأوسكار، ليكون بذلك أول فيلم لمخرج موريتاني يشارك في هذه المسابقة العالمية.وكان الفيلم الموريتاني الذي يحكي قصة سيطرة مسلحي تنظيم القاعدة على مدينة تمبكتو في شمال مالي، قد نافس على السعفة الذهبية في النسخة الأخيرة من مهرجان كانْ السينمائي، فكان الفيلم العربي والأفريقي الوحيد الذي نافس على أعلى جوائز كانْ، ولكنه اكتفى بجائزة «فرانسوا شالي»،
وهي جائزة تمنح على هامش مهرجان كان من طرف لجنة من الصحافيين.في إطار استعدادات الفيلم لدخول مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، بدأت دار السينمائيين الموريتانيين عرض الفيلم في العاصمة نواكشوط، بالتعاون مع وزارة الثقافة؛ وجرى العرض الأول مساء أول من أمس بقصر المؤتمرات بحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وعدد من أعضاء الحكومة.
على هامش العرض الأول للفيلم، قالت وزيرة الثقافة الموريتانية فاطمة فال منت اصوينع، إن اهتمام الرئيس والحكومة بحضور الفيلم «رسالة مشرقة يفخر بها كل فنان مبدع وتثلج صدر كل أديب فذ وكل مفكر متميز وكل مثقف واع»، وأعلنت منت اصوينع أن وزارتها «ستعمل على تعميم رسالة الثقافة والفن الراقيين عبر تنفيذ استراتيجية ثقافية شاملة تجعل الثقافة سفارة ورسالة تنوع ثقافي ووحدة وطنية وسلم أهلي وحوار بناء».
وأشادت الوزيرة بالمخرج الموريتاني سيساكو، وقالت إن موريتانيا «تحتفي بالتجربة الإبداعية لأحد أبنائنا الذين نشأوا نشأة عصامية، وغزوا المحافل الدولية بأدائهم الفني الرائع»، مشيرة إلى أن سيساكو «فتح الأفق واسعا أمام السينما الموريتانية من خلال فلمه تمبكتو وغيره، ليحتل الفن السابع في موريتانيا مكانته الدولية اللائقة به»، وفق تعبير الوزيرة.الفيلم الذي تصل مدته إلى 97 دقيقة، تدور أحداثه في مدينة تمبكتو التاريخية، حيث يحكي قصة المدينة التي تحولت من واحدة من أبرز المدن الحاضنة للتاريخ والثقافة الإسلاميين في منطقة غرب أفريقيا، إلى مدينة أشباح يسيطر عليها متشددون إسلاميون ويحاولون تطبيق قانونهم الصارم على القلة الباقية من السكان.وإن كان الصراع بين السكان والغزاة الجدد هو الأبرز في الفيلم، إلا أن صراعات أخرى تبرز في مشاهد متعددة منه، ما بين السود الأفارقة من جهة، والعرب والطوارق من جهة أخرى، وما بين المزارعين والصيادين؛ وما بين الأجيال، كل ذلك يحاول سيساكو أن يعرضه في فيلم يرى هو نفسه أنه محاولة لتسليط الضوء على «مدينة استثنائية».تم تصوير الفيلم في مدينة ولاته، في أقصى الشرق الموريتاني، وهي واحدة من أقدم المدن التاريخية في موريتانيا، وترتبط بعلاقات قوية مع مدينة تمبكتو، وقد استفاد سيساكو من التشابه بين المدينتين خاصة فيما يتعلق بالطبيعة الصحراوية والعمارة التي تمزج بين الطابع الأفريقي والإسلامي.وقد جرى إنتاج الفيلم من طرف سيدة أعمال فرنسية، وعمل على تصويره وتمثيله طاقم كبير ضم أكثر من 35 جنسية.