موسم الكيطنه فى ظل الكرونا / عبد الرحمن ولد حبسه

اعتاد اغلب الموريتانين الاصطياف تحت واحات النخيل ينتقون ما لذ وطاب من جنى التمر ونبادلون اطراف الحديث فى مجلس بطبعه الانتشاء والفرح , بموسم الكيطنه ففى مثل هذه الأيام تخلو المدن وتنتعش الحياة فى القرى والوديان ذات الطابع الواحاتى وتعج الحياة بنشاط مفعم بالحيوية وتتزود اسواق كبريات المدن مما تجود به  واحات النخيل خلال هذا الموسم  'حيث يشكل فى الغالب فرصة نادرة للاستجمام والراحة كما يشكل كذلك مصدرا اقتصاديا مهما لاصحاب هذه الواحات والعاملين في مجال بيع التمور،'عير أن موسم الكيطنه هذا العام جاء في ظرف استثنائي بفعل جائحة كرونا التى فرضت إغلاق الطرق بين ولايات الوطن مما سيؤثر على حركة المواطنين  فلا أحد يمكنه العبور نظرا الإجراءات  الاحترازية المتبعة من قبل الحكومة  ولسان حال من اعتاد المصيف تحت واحات النخيل 

تحية وإرسال السلام من البعد,,,,,دليل على حفظ المودة والعهد 

لاشك أن موسم الكيطنه من المواسم  التى تكتسى أهمية كبرى حيث تنتعش الحركة الاقتصادية فى المدن كما أنها تساهم في خلق فرص عمل مؤقتة خاصة لأولئك الذين يمتهنون بيع التمور 'حقا أن هذا الموسم يختلف عن المواسم السابقة كل يتوق إلى معاهد الصبا لكن شبح الخوف من الكرونا والاجراءات المتبعة تمنعه  من ذلك 'فيارب اي ذنب جنيناه حتى أصبحنا محاصرين فى كل شىء فالمساجد ماعادت كما كانت ولا المواسم  لم يعد بالإمكان مشاركتها مع الاهل والأحبة ٠

أن الظرفية التى تعيشها  البلاد تفرض على الدولة اتخاذ اجراءات حازمة مع مراعاة مصالح الناس خاصة فى هذا الموسم الذى عهد الجميع فيه حياة أكثر راحة وبساطة تحت باسقات النخل ويخلد الناس لراحة تطبعها العودة إلى تقاليد المجتمع فى هكذا مواسم من سمر ومداعبة :حيث يفر الناس من صخب المدينة فيجدون ملاذا ءامنا لهم فى هذه الوديان التى استقبلهم بظلها الظليل وبرطبها الجنية٠

أن موسم الكيطنه موسم من اقدم المواسم حيث ورد ذكره فى أشعار الموريتانيين قديما لما له من أهمية اقتصادية وروحية لدى المجتمع حيث يشكل فرصة نادرة  تجتمع فيها سكان كل ولايات الوطن يلتقون فيها يتناقلون الاخبار ويتناشدون الاشعار جديدها وقديمها  فهو بمثابة سوق ذا شقين شق ثقافى وآخر اقتصادى    حيث يسوق الباعة بضائعهم فى هذا الفضاء الرحب كما تشهد الساحة الثقافية هى الأخرى طفرة نوعية حيث يلتقي الادباء  وعادة ما تحدث مساجلات أدبية بين كبار الأدباء والشعراء '

ومما يروى من أدب الكيطنه أن كبلانى جرت  بينه واحد أدباء تكانت  مساجلة أدبية حيث يقول 

احلمت البارح ** احليم ابيم

بن فالمالح ++بالكمح انحم

فرد عليه كبلانى

احلفت اب حجه **يلكال انحم

يبلح تجكجه **مايقسم فمو

ويقول اخر

يلطف بي يوم النصبح **فاكير ال باغرام شح***ادبش لكياطين امطرح**مزالت فاعكاب الكلف

يركب نو اكبير امرح**والبراك تحت ردف إلى اخره

وهذا أن دل على شيء إنما يدل على تمسك الموريتانيين بعاداتهم  فى هذا الموسم الجميل لكن الكيطنه ايام الكرونا تغيرت ملامحها وتبدلت حتى خفيت على من ألف ثغرها الباسم  أما من لم يعتدها فلا حرج عليه فى جهلها

سبت, 20/06/2020 - 08:58

          ​