.الحرية مكسب ومطلب لا يغضب الأحرار / سيدي عيلال

الحرية ثمرة النضال وملك مشاع الاستئثار به  يكون فقط بتعميم شموليته و صدق ترسيخه ومباركته لكل المناضلين دون منٍ و دون أذى ومن أهم ما حققت أجيال الوطن ونخبه من مكاسب لا يمكن احتكارها ولا يمكن إنكارها ولا تحويرها ، مكسب الحرية وهي من أهم المكاسب عموما لأنها من أسس البنيان  السليم والعيش الآمن المشترك والعدل المنشود حتى وان بدت في بعض حالات الانتفاع بها ضد الغاية منها ، ونحن نثمن السعي إلى ترسيخها خاصة خلال الحقبة التي تميزت بإطلاق الحريات على عواهنها وتجنب القائمون عليها محاولة وقف سيلها الجارف فالذين استفادوا منها يعبرون عن مستويات غبطتهم  بأساليبهم الخاصة ووفق تحكمهم في ردة فعلهم حينما أمنت لهم قوانين البلد ونظمه الحماية المطلوبة في كنف الدولة الوطنية الحديثة التي ظلت تفتقر إلى تأكيد حداثتها واحترامها لقوانينها وجدية محاولة تطبيقها حتى وان حاولت بعض الأيادي الآثمة تفخيخ الاستفادة من الحرية المكسب والمطلب  وتدعيم رفض مناخه العاصف بفعل تأثير تيارات العولمة و اثر بصمة المرحلة التي نضج فيها وتمكنت من ثماره مجموعات وطنية ظلت تتخفى وراء الإيعاز وتحتجب خلف تاريخ أوجاعها الممتد عبر مجابات تاريخ الوطن الحديث الصامت او الوطن  القديم المنتهب من لدن مجموعات تتقاسم النزر اليسير من البقاء بطرق يعاد ترتيبها بعد كل اقتتال يزهق المزيد من أرواح الأبرياء الضعفاء ويكرس صورة المجتمع التراتبي المخيف .

إن تنامي المواجهة بين الفريق الواحد وتراجع  مساهمة المعارضة في متابعة الإحداث إشارة ضعف فهمها سفراء التحريض وعشاق الأكل الحرام المدفوع الثمن من آمال امة عانت الظلم والتهميش والجهل أو على الأصح التجهيل تحت خطوط الوطن الزرقاء والصفراء ردحا من عمر الدولة الوطنية الحديثة المفتونة بالتوكل على الخوارق والكرامات وهي تأكل منسأتها وهي  الأساس الوحيد الذي اعتمدت عليه لدرء طموح وأطماع القطيع حينما منحته الحياة فرصة تأكيد وجوده الإيجابي على أديم الأرض التي حملها وهنا وكرها  من بعد مقارعة البقاء عليها حيا يرزق حتى وصلت سفنه شواطئ  حق التعبير وحق التقرير وحق تأمين المصير، هنا على هذه الشواطئ عرّف الكل بنفسه وعبر بطريقته عن دوره في تأمين الوطن وتحصين الشعب ولا شك أن الفوارق كبيرة ومتباينة بين الذين اجتازوا رغبة الانتقام سفها وبين الذين صبروا وفضلوا مشاركة اللحظة مع الجميع ورموا خلف الظهور كل حكايات الألم والوجع والظلم وطلبوا الإنصاف من وطن يعيد بناء أسسه معتمدا على جهود الجميع ومستفيدا من تجارب الجميع ومعترفا بألم الظلم للذين وقع عليهم لأن نكران التاريخ لا يضمد جراحه ولأن الكل حصر بين قوسي وطن قومي واحد البحث عنه خارجه صفة من صفات الغباء الشديد .

الحرية مكسب له تبعاته في مجتمع تطحنه التقاليد الظالمة والجهل المتعمد والظلم الصريح حينما ترضى النخبة بتقاسم خير الوطن وتهمل حقوق القطيع في الاستفادة من شعار الجمهورية .

ثلاثاء, 23/06/2020 - 09:17

          ​