النقل البري، ومتلازمة الإرهاق والإزهاق / محمد سالم حبيب

من الأكيد، أنه بعد فتح الطريق، سيحاول الكثير من الناقلين وشركات النقل، تعويض فترة الكساد - التي عاشوها في الأشهر الماضية، بسبب جائحة كورونا - بأكبر مردودية وبأقل وقت ممكن.

هذا التفكير الذي ينطلق من فكر تجاري بحت؛ ستكون له انعاكاساته على حياة المواطن بشكل مباشر، إذ لا شك أن محاولة تحقيق مثل هذا الهدف تترتب عليه نتائج خطيرة وكارثية تتمثل في إرهاق الجيوب من جهة وإزهاق الأرواح من جهة أخرى.

فما إن تعطي اللجنة المكلفة بمتابعة جائحة كورونا شارة الضوء الأخضر بفتح الطريق؛ إلا  ورافقها للتو، تكدس المسافرين لدى شركات النقل، قافلين من حيث أتوا بعد أن تم إيقاف الحركية بين المدن، لما يزيد على الثلاثة أشهر بفعل الجائحة.

هذا إضافة للموسم الحالي، وما يصاحبه - عادة- من حركية فترة هطول الأمطار. 

ينتهز أصحاب النقل مثل هذه الفرص والمناسبات، كما هو شأنهم فترة الأعياد، ليضاعفوا ثمن التذاكر بشكل جنوني.

أما إن حملت شيئا حتى لو كان فكرة في ذهنك، فتلك أشد وأنكى، بفعلل التعلل بزيادة الحمولة.

والأدهى والأمر من كل ذلك، هو تلك الحركية، على محاور كل الطرق وبشكل متزامن، بما فيها تلك المتهالكة منها، وانعدام صيانتها.

وما تم احتلاله منها إبان فترة خفة حركة تنقل الأشخاص - حتى لا أقول توقفه - بفعل زحف الكثبان والألسنة الرملية، إضافة لما سيرافق ذلك، من سرعة مفرطة للسائقين.

عوامل كلها نأمل أن لا تؤدي لمزيد من الضحايا، إذ يكفينا من ذلك ما نعيشه يوميا من ضحايا في محور آخر، هو محور ضحايا جائحة فيروس كورونا كوفيد-19.

ولئلا يرد فينا قول أحدهم:

من لم يمت بالسيف مات بغيره

تعـددت الأسباب والمـوت واحد.

حالة تستدعي من السلطات العمومية، الإطلاع بمسؤولياتها،  وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، على كل الصعد.

إضافة للسائقين هم الآخرون، والذين يقع عليهم العبء الأكبر من هذه العملية.

والذين ينبغي أن يكونوا على درجة عالية من المسؤولية واليقظة الضرورين، لظروف كهذه.

ويقتنعوا أن "مع التأني السلامة، ومع العجلة الندامة". 

لنتعدى الواقع الذي نعيش بسلام وأمان، وبأقل خسارة ممكنة.

السلام عليكم ورحمة الله.

سبت, 04/07/2020 - 10:25

          ​