غُرف "الفيسبوك"الجديدة..ديدي نجيب

تمثل عوالم التواصل الاجتماعية المتاحة، ـ بسهولة لكل من هبّ ودبّ ـ،صورة واقعية لإدراك التغيرات الكبيرة التي ستطرأ على العالم في حدود نصف قرن من الزمن خلال الفترة القادمة، حيث تخبرنا فنيات تقنيات التواصل بالدليل عن كنه وتفاصيل ما ينتقل إليه العالم، حيث أن الإنسان يسعى إلى تغيير طبيعة وقيمة الوجود من خلال تغيير معايير "المألوف " و"الأنسنة"، وذلك عبر خطى الحضارة السريعة نحو "آلية الإنسان"، من خلال إبعاده عن عوالمه الأولى التي غرست به البيئة والمجتمع واللغة، وسحبه ذهنيا وثقافيا من الواقع والفردية إلى العالمية والتفاعل مع الآلة بعقله وحسه، ويتم ذلك بأساليب رفاهية متطورة وسهلة ومرغوبة..وتغيّب عنه أنه يفعل ذلك بل يغفله عن وعي..

 وقد بلغ تطور الفيسبوك اليوم وبحثه عن جديد يدهش به أفكار سكانه، أن جزاهم اليوم الغرفة، بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا.
فأول ما يطالع بصرك اليوم وأن تدخل عالم "مارك" هو : هل تريد إنشاء غرفة"؟...
ويرمي أمامك إذ ذاك صور أصدقائك المقربين، فلا ترضى إلا أن تدعوهم للمقيل في غرفتك الجديدة، وأنت لا تدري ما ذلك ...
فقد أصبحنا لعبة في يد هذا الفتى الأمريكي يلهو بنا هو وزمرته كيف يشاء.
ورغم كل ذلك فيحق لنا اليوم أن نقولها عاليا " شكرا لك مارك زوكربيرغ Mark Zuckerberg" وقد تقرأها من أي مكان من العالم، أن شغلت الناس بعالم فسيح تسير فيه النكتة مسيرة شهر مضحكة متداولة، وتتردد بين ثناياه كل أخبار وغرائب الدنيا، وعجائب العالم، شكرا لك على هذا العالم الذي جمع كل المتناقضات وأمهات المستحيل وآبائه، وأخذ من كل طبق لقمة ومن لمّة شعرة.
فأصبحت لكل منا غرفته الخاصة به يفتحها لمن شاء ويغلقها عن من شاء، ولمن شاء أن يقرأ بغرفته القرءان، أويملأها بردات من الهول، أو يفتح "صانتر للعبة من مرياص" أو أخرى من كرة القدم، وستصبح هناك غرفة الأديب وغرفة "لمغني" وغرفة التاجر والسياسي، وغرفة للسباحة الحرة، وغرف للرياضة وأخرى لمن يمرون مر الرياضة...وغرف لأشياء أخرى...
 
من صفحة : ديدي نجيب
خميس, 23/07/2020 - 10:28

          ​