كي لا يضيع الامل سيادة رئيس الجمهورية

بسم الله الرحمان الرحيم 
(إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)

كي لا يضيع الأمل سيادة رئيس الجمهورية 

بمشاعر أخوية صافية وأحاسيس  وطنية صادقة ومن منطلق الأخطار المحدقة بالوطن ، أتوجه إليكم بهذه الحروف  عبر الإعلام  وإن لم تكن هي الطريقة المثلى بالنسبة لى لمخاطبتكم سيادة الرئيس و كلي أمل أن تلقى الإستجابة التي أتوخاها منكم نظراً لصدق دوافعي.
فى هذا الظرف الدقيق الذى تجتازه البلاد والذى نرصد جميعاً تطوراته بإهتمام وقلق ، لا أجد مدخلاً  لمخاطبتكم كمواطن عادى سوى تأكيد إخلاصي فى دعمكم لما لمسته فى شخصكم من صدق نية وإرادة معلنة لتغيير الواقع المزرى الذى تعيشه البلاد وكذلك تأكيداً لوشائج القربى والأخوة التى جمعت بين الأجداد على مر التاريخ.
فعندما تبادر لي أن البلد اليوم فى خطر-وأرجو أن لا أكون صائباً فى التحليل- فإن كل شيء يهون في سبيل هذه اللحظة بعيداً عن التأويلات وما سيقول البعض من أنه بحثاً عن مكاسب أقول كلا إن ما يحركنا ويدفعنا دوماً  هو الهم العام فذاك هو ديدننا لذا فإني أخاطب فيكم الضمير الوطنى بعيداً عن العواطف أملاً أن تتفاعلوا بعقلكم كي يتحقق مانذرتم له نفسكم و جعلتموها في أكفكم مرتين وصرحتم به فى مناسبات عدة وأن تفوتوا الفرصة على أعداء الوطن لا سيما أن هذه الفرصة تأتيهم  بفعلكم وبقرار منكم ولكي لا يضيع الأمل فلابد من إتخاذ قرارات وبسرعة غير مكرهين منطلقين من إيمانكم بالله ومصلحة شعبكم فذاك هو دور القائد الشجاع الذى لا يسمح للأعداء  جني أي فائدة عن طريق إستغلال فرصة التسامح والترفع عن صغائر الأمور كما فعلتم ، فمصلحة البلاد اليوم تعنيكم أولاً بوصفكم قائد سفينتها كما تعنينا جميعاً موالاةً ومعارضةً ومن هنا تأتي أهمية الشراكة فى الرأي فى القضايا المصيرية وبذلك يصبح  واجب الأخ أن يوصل رأيه لأخيه الذى يصبح مناسباً عليه أن يستمع له بذهن مفتوح وبكل أحاسيسه لأن كليهما شريكان فى المصير وبالتأكيد أن من استمع لأخيه  الناصح الأمين ما أصابه خسران ولاخاب ظنه .
إن المستفيد من الوضع الحالى هم أعداء الوطن داخلياً  و خارجياً  الذين يحاولون وبجهود مضنية أن تظل البلاد محفوظة المكانة بين الدول المتخلفة لذا فإننا  مدعوون إلى التشمير عن السواعد وأن لا تضيع علينا فرصة الإنفتاح  ومناخ التهدئة الذى طبع مافات من المأمورية و الذي تلقفته المعارضة مشكورة ، كما أننا مطالبون بإستشراف  المستقبل بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة والتخندق الحزبى الذى غالباً ما يكون بدافع المصلحة الشخصية لأفراد  لفظهم المجتمع ولم يعد لهم مكان من الأعراب  ومع ذلك يعملون دون ملل ولا كلل بالعودة بالبلاد إلى  عهود السيبة والسفه و النهب الممنهج كما أبان عنه تقرير اللجنة البرلمانية.
السيد الرئيس إنطلاقاً من ما أشرنا إليه آنفاً فإن المحاولات المعلنة والغير معلنة المطالبة بتسوية ملف الفساد و الصفح عن المفسدين و عمليات كي الوعي لدى النخب الصادقة بتوظيف صحافة صفراء لنشر الشائعات و خلق جو من عدم الثقة في العهد الجديد من جهة  و من جهة أخرى تحالف المتطرفين بإيعاز من جهات خارجية معروفة و معلومة ولملمة المفسدين لصفوفهم خصوصاً أنهم لا زالت لهم اليد الطولى فى مفاصل الدولة ،و لكي لا يضيع الأمل فإن الواجب الشرعي و الأخلاقي و الوطني يملى عليكم إتخاذ ما يلزم لكبح معول الهدم الذى يصل الليل بالنهار لتقويض أركان الدولة . 
إن أبواب التاريخ مشرعة بإتخاذ قرارات تتناسب و حجم الخطر وهي لا محالة ستكون تاريخية لأنها  تأتي  فى ظرف تاريخى و بدون شك ستكون بداية تأسيس للجمهورية و منعطفاً حاسماً يعيد اللحمة  الإجتماعية و التماسك الوطني و الطمأنينة و تزيل الخطر الزاحف و بذلك تعود هيبة الدولة و يسود العدل و ينطلق قطار التنمية المنشود بإذن الله.
ختاماً أقول لكم بأن المستقبل أمامكم  وأمامنا ؛ واعد لموريتانيا عظيمة بمصادرها البشرية الغير مرسكلة وبوفرة  إمكاناتها وتنوعها قادرة أن تقدم لنفسها و لمحيطها الجهوي اليوم تحت قيادتكم كما ماقدمت فى الماضي من إشعاع روحى و فكرى وينعم شعبها برغد العيش. 
إن  مصلحة البلاد فوق كل مصلحة ' وفى سبيلها تهون كل تضحية ' ، و مواجهة الخطر تكون بالقرار الصائب و الموقف الصائب وهذا ماهو منتظر منكم.
وإنعاشاً للذاكرة أعيدكم سيادة الرئيس إلى الوراء قليلاً حيث قلتم فى برنامج الجزيرة "أحياء يرزقون" وبالحرف الواحد ما نصه : " لابد أن تتحسن الأوضاع بسرعة أو تقع تغييرات غير دستورية بسرعة ".
والله أسأل أن يلهمكم الصواب.
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)

يحيى/سيدى عبد الله
36311557
[email protected]

أحد, 02/08/2020 - 17:40

          ​