
شهدت العاصمة نواكشوط نهاية الاسبوع المنصرم عقد قران بين أسرتين موريتانيين عريقتين، اتبعت فيه العادات المتعارف عليها، لكن قصة الزواج نقلت بصورة مخالفة في مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي تفاصيل القصة فقد تمت مصاهرة بين ابن المدير العام لشركة المياه محمد الأمين بين البنيه، وبنت الدكتور محمد عالي ولد سيد محمد الوزير السابق والمدير العام لشركة الكهرباء، والرجل المعروف لدى الجميع بامتناعه عن توقيع الامتحانات المزورة في باكلوريا 2000.
وأكد مصدر خاص ل"اتلانتيك ميديا أن قران بنت محمد عالي ولد سيد محمد تم في مسجد بمهر زهيد قدره 50 ألف أوقية، وبعد انتهاء العقد أرسلت أسرة أهل البنيه وهي اسرة عريقة لها الحق في ذلك مهرا بقدر 4 ملايين أوقية، أخذت منها أسرة أهل سيد محمد 50 ألف كما جرت العادة في موريتانيا، وتم تقسيم ما بقي على أسرة العريس وعلى العادات المعروفة لدى الموريتايين، وهذا حق لهم وليس تبذيرا.
ومن عادة الأسر الموريتانية أن تعين أبناءها في تكاليف الزواج، فقد أقامت الأسرة حفلا في منزلها وبذلت فيه أموالها حسب قدرتها، وليس ذلك تبذيرا، وبعد انتهاء المناسبة ذهب الزوج وزجته، إلى دولة تركيا على حسابهما الخاص، كما يفعل كل الأزواج الجدد.
واليوم وبعد أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعية تنتشر بكثرة وأصبحت تصنع الرأي العام، أصبح من السهل ترويج الأكاذيب والشائعات وتنقل كل الخصوصيات عن الأفراد وما يتعلق بهم،وخصوصا المسؤولين في الدولة، حيث أحيكت قصة مخالف للواقع عن الزواج، وتم وصف ما قامت بها الأسرتين على أنه تبذيرا للمال العام وخروج عن العادات وعقد مصاهرة بين شركتي الماء والكهرباء، في ثوب من التلاعب بالمسؤولية،
وفي التقاليد الموريتاينة أن الأسر تبذل بسخاء على ابنائها في الزواج، وينتمي الزوجين لاسرتين عريقتين، حيث أن الزوج إبن أسرة من قبيلة تجكانت معروفة بالعطاء والكرم، والعروس بنت أسرة عريقة في أولاد ادليم المشهورة هي الأخرى بالكرم والسخاء،
ومن عادة الموريتانيين أن الأسرتين _ أسرة الرجل، وأسرة المرأة _ تأتيهما مساعدات من الأقارب والمعارف قد تزيد على مابذلته في الوليمة، وهذه تقاليد موريتانية لن تتغير مهما طال الزمن.
لكنه تم تشنيع القصة في مواقع التواصل الاجتماعية، وتم تلفيق التهم لهما ولاسرتيهما، على أنهما أبناء مسؤولين في الدولة، وتم نعتهما بالفساد وربطهما بانقطاعات الكهرباء والماء، إلى غير ذلك من السخافات والتعاليق الساقطة التي رافقت القصة واقعيا وافتراضيا.










