الدبلوماسيه الموريتانيه / د.محمدعالي الهاشمي

الدبلوماسية diplomacy/diplomatic هي الفن والعلم في ادارة التواصل بين الدول، وعادة ما يقوم بعملية الحوار وعقد الصفقات العالمية وتوقيع المعاهدات الدولية طاقم محترف يتكون من الدبلوماسيين. وبتعبير مبسّط، ترمز الديبلوماسية إلى فن الحوار والمخاطبة في التوصل إلى أكبر قدر من المكاسب الاستراتيجية على حساب الفريق الديبلوماسي الخصم، وكثيراً مايستشهد الناطقين بالعربية "بشعرة معاوية" كوصف آخر للدبلوماسية حيث وصف معاوية ابن ابي سفيان علاقته بالناس وكأن بينه وبينهم شعرة، إن هم أرخوا شدها معاوية من جانبه وإن هم شدّوا أرخاها معاوية

مما لا شك فيه أن الدبلوماسية من أهم أدوات صنع صورة الدولة لدى شعوب وحكومات الدول الأخرى، لذلك تهتم الدول باختيار العناصر ذات الثقافة وذات القدرة على التعبير ورسم الصورة الجيدة بما تمتلكه من مهارات مختلفة، ورغم التطور الهائل في وسائل الاتصال الحديثة وما حققته من سهولة في التواصل وإلغاء الحدود والحواجز، إلا أن الاتصال الشخصي من خلال العمل الدبلوماسي له أهميته الكبيرة في تحقيق التفاهم وحل المشكلات الدولية.

وتنقسم الدبلوماسيها لي عدةانواع ثقافيه ،وسياسيه ،واقتصاديه،ورياضيه،وبرلمانيه كما ان هناك دبلوماسيه دينيه ولاشك أن الدبلوماسي بثقافته ولغته وسلوكه هو تعبير عن بلده وقيمها وعاداتها وتقاليدها ومثلها العليا، وبكل تأكيد فإن الصورة الطيبة التي يحملها العالم لموريتانيا تكونت نتيجة تراكمات طويلة من العمل الدبلوماسي رفيع المستوى.

وقد تبنت الدبلوماسية الموريتانيه مع بداية تأسيسها النهج الهادئ الوقور الذي يعبر عن مكانتنا العلميه والتاريخية فقدأرست لنفسها “نموذجاً خاصاً استناداً لمبادئ وقيم ومخزون الثقافة الإنسانية في المجتمع الموريتاني، وبثرائها المرتبط بالشخصية الموريتانيه المعروفة بتواصلها المتحضر مع العالم بثقافاته وحضاراته المتنوعة”.

وإلى جانب التكوين الشخصي والبناء الثقافي الرفيع للدبلوماسي الموريتاني في بناء الصورة الرفيعة التي نالتها موريتانيا لدى شعوب العالم، فهناك أسس معينة اتبعتها الدبلوماسية الموريتانيه في تعاملها مع العالم، ومن بين هذه الأسس احترام القيم الإنسانية العامة والحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام المقدسات، والحرص على تحقيق السلم العالمي، كل هذا ساعد في إنتاج هذه الصورة الواقعية والمشرقة عن الجمهوريه الاسلاميه الموريتانيه في التعامل مع كل القضايا مهما كانت صعوبتها، فهذا النهج هو الذي وفر للدبلوماسيتنا القدوة الحسنة في جميع تحركاتها الخارجية.

 ولابد أن نشير هنا إلى فارس الدبلوماسية الموريتانيه الذي جمع بين الشجاعة والتوازن والاحترام في مسيرته الدبلوماسية العامرة حمدي ولد مكناس رحمة الله عليه الذي له بصمة قوية وله تاريخ كبير من العطاء جعله من أشهر وأبرز وزراء الخارجية العرب والافارقه في جيله

بات واضحاً أن الدبلوماسية الموريتانيه شهدت حراكاً مميزاً، وحققت إنجازات كبيره، بعد تولي محمد الشيخ غزواني الحكم والأخذ بزمام الامور منذ سنه حيث قام بجولات متعدده اقليميا وعربيا ودوليا وكانت لهذه الجولات نتائج ملموسة علي ارض الواقع 

حضور الدبلوماسي قوي متألق مستمد من ثقلنا السياسي والعلمي والتاريخي والاقتصادي والأمني والعسكري على الصعيد الإقليمي ، وموقعنا الجغرافي الاستراتيجي.

واستبدال عباءة الوسطية والانفتاح واستشراف المستقبل والحريّة بعباءة الانغلاق والتشدد، فأثبتت موريتانيا للعالم أنّ قيادتها حكيمة،  وركيزتها الأساسية ترسيخ السِّلم العالمي.

وقد حققت الدبلوماسية الموريتانيه خلال سنه العديد من المواقف المشرفة، وعبرت عن مواقفها الثابتة من خلال الرؤية السياسية لوسطيه، ومواجهة الأزمات الإقليمية والدولية، فموريتانيا لها دور قيادي ومبادر تجاه القضايا الإقليمية والافريقيه والعربيه ، وتكرّيس جهودها الدبلوماسية في منح المعطيات والمؤثرات كافة التي تغير الأزمات الواقعة إلى حلول ممكنة.

فالدبلوماسية الموريتانيه الجديده أحدثت قفزات من النجاح الباهر في تعزيز الدبلوماسية العامة، وتفعيل الشراكات الإقليمية والدولية لخدمة اقتصاد الوطن، ورعاية المواطنين وحماية مصالحهم في الخارج، وذلك وفق برنامج وتوصيات تم رسمها من طرف الرئيس لكافة سلك الدبلوماسي.

ختاماً، إن لمعان الدبلوماسية الموريتانيه ونجاح حراكها بات مضرب مثل لكل الأنشطة الدبلوماسية الإقليميه، وتؤكد الدبلوماسية الموريتانيه  أنها صانعةُ قرارٍ وذلك مايعكس دورها الرائد في دعم الأمن الإقليمي ، ومكافحة التطرف والإرهاب، وصناعة السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.

 

أربعاء, 26/08/2020 - 11:00

          ​