أحمدو لحراكي يكتب : التصوير في موريتانيا (الصورة من الهواية إلي الاحتراف )

رغم الموقف الفقهي الذي عرف عن المجتمع العالم في موريتانيا من الصورة و التصوير إلا أن الذاكرة الموريتانية توثق لغزو الصورة المجال الصحراوي مع منتصف القرن التاسع عشر بعد التطور اللافت للتصوير الفتوغرافي و وصول الهواة الأروبيين من المجندين و التجار و المغامرين و نشر الطبيب "بونفيد" سنة 1880 صورا عن موريتانيا.

مع دخول المستعمر الفرنسي الى موريتانيا. مطلع القرن العشرين أخذ الحكام والضباط الفرنسيون يوثقون بالصورة مشاهداتهم عن المناظر و الأحياء و الشيوخ و الأمراء .

ولعل الصور التي ظهرت في الفترة ما قبل الإستقلال استهوت أيضا بعض الموريتانيين فظهر أول جيل من المصورين مع الراحل بوبكر سيكا صاحب أول محل تصوير في مدينة أطار في الشمال الموريتاني. وظهر الموريتاني من أصل لبناني جيكا الذي واكب إرهاصات الإستقلال في مدينة سينلوي عاصمة غرب إفريقيا و هو الذي فتح أول مؤسسة للتصوير في موريتانيا جيكا فتو jika photo في العاصمة الجديدة انواكشوط بعد إنتقاله إليها .

وظهر الموريتاني من أصل مغربي عبد النبي لحلو الذي وطد الصورة و وثق الذكريات

وفي سنة1965 ظهر الشاب المولع بالصورة محمد ولد السالك المعروف أنه مصور رائد و مخرج سينمائي ثم المصور الصحفي الكوري ولد أمبارك الذي تميز بمعاصرة جميع رؤساء موريتانيا وبعده جيبي جالو وابناء حيدرى.

وكانت إذا مرحلة الإستقلال بداية فعلية لتوطين التصوير كمهنة و كوسيلة لكتابة التاريخ و توثيق أحداثه الكبرى . ولعل إستيديو المصور جيكا في لكصر في قلب نواكشوط كان المدرسة التي خرجت جيلا من المصورين ابرزهم ابن أخته المصور البير شيدياك .

و تعكس الصورة التي قدمتها معارض فرنسية اهتمام المصورين الأوائل بالزي الموريتاني واللقطات النادرة عن الشيوخ والأمراء ثم تلك الصور التي توثق للمراحل الأولى من نشأة الدولة الموريتانية و تبدو الجلسات الرسمية داخل الخيام الصور الأكثر لفتا حتى تكاد تنافس صور الأبطال و الأمراء بأزيائهم الشعبية الأصلية حيث الشعر والتمائم المعلقة والحمائل التي تحمل الذخيرة مثلا

و كان العقد الثامن من القرن الماضي مرحلة ظهور الصورة الملونة مع ابناء سيكا احمدو وماء العينين الأسرة التي امتهنت الصورة وكان الناس يعتبرون نمطيا أن كل من يحمل كاميرا هو من أبناء سيكا وفي تسعينيات ذلك القرن عرفت ظفرة واسعة شملت التصوير الفتوغرافي و التلفزيوني .

و مما لاشك فيه أن غياب المعارض و المناشط الجهوية التي تروج للصورة و التصوير حتى نهاية القرن العشرين حال دون رواج الكثير من التجارب الغنية التي تؤرخ لتطور هذه الحرفة و مع تحرر السمعيات البصرية ومع بداية العقد الثاني من القرن الحالي بدأ الوعي بهذا الأمر ينتشر و ظهر صحفيون حرفيون مهتمون و كان أبرز تجليات ذالك تأسيس جمعية المصورين الموريتانيين سنة 2014 وقد بدأت هذه الجمعية في تصنيف هذه المهنة بكل انواعها و جمع شمل المشتغلين بها وكتابة تاريخها موثقا

وينضوي تحت هذه الجمعية التي هي أول هيئة جمعوية تلم شمل المصورين في موريتانيا كافه ..

المصور : أحمدو لحراكي

رئيس جمعية المصورين الموريتانيين

اثنين, 31/08/2020 - 10:54

          ​