الدبلوماسيه الاجتماعيه مسار جديد / د.محمدعالي الهاشمي

 لم تعد الدبلوماسية تتخذ نفس الوسائل التي كانت تعتمد عليها في مراحل مختلفة من الزمن لتنفيذ السياسة الخارجية للدولة، فالمتغيرات الدولية والتبدلات في حركة التفاعلات الدولية ساهمت في إذكاء الرغبة في تسوية الصراعات وتقليص حدود الصراعات المستحكمة إلى مستويات مقبولة من خلال الإقتراب غير المباشر في الفعل الدبلوماسي، والذي يمكن أن ينتج عن طريق وسائل شعبية في بعض الأحيان أو اللجوء إلى توظيف الرموز الثقافية التي يتم إختيارها بعناية من قبل دوائر التخطيط السياسي في وزارة الخارجية المكلفة بإنتاج وسائل جديدة قادرة على نقل الأداء الدبلوماسي من الأنماط الاعتيادية إلى الأنماط الفعالة.

ولأن الصراعات والأزمات الدولية تطفو بشكل مستمر في العلاقات بين الدول فإن الحديث عن الدبلوماسية الشعبية أو البرلمانية قد لايكون كافياً في إدارة مستويات التفاعل المختلفة، فقد ينتقل الأمر إلى مشاركة الدبلوماسيين المظاهر الاجتماعية التي تحدث في الدول المضيفة للبعثة الدبلوماسية، إذ قد أخذت هذه الفعاليات الدبلوماسية توجهاً كبيراً وحققت مستويات مهمة من التقارب، أجبرت فيما بعد صناع القرار على تغيير المسارات التي يتم إتباعها في سلوكهم السياسي تجاه هذه الدول.

على المستوى الفكري، فإنه لا يمكن تصنيف هذه الدبلوماسية إلى أي مسار من مسارات الدبلوماسية الحديثة، فهي تختلف عن دبلوماسية المسار الثاني ذات الإتصال بدبلوماسية المواطن أو الدبلوماسية الشعبية، فهي من حيث الإطار العام تعد دبلوماسية رسمية يتم تنفيذها من قبل موظفي البعثة الدبلوماسية، إلا أنها في نطاق الوظيفة فهي ذات مستوى جديد، إذ ينتقل النشاط الدبلوماسي إلى المجتمع بدلاً من مؤسساتها الرسمية، وهذا ما يجعلها ذات ميزة مختلفة عن الدبلوماسية التقليدية. إذ ستتبدل قواعد البروتكول والأتكيت الخاصة بنشاط البعثة الدبلوماسية من القواعد النظامية الواردة في إتفاقية فينا إلى العادات والتقاليد التي يعيها المجتمع من أجل أن تكون صورة الأداء الدبلوماسي أكثر تأثيراً في ذهنية المتلقي.

ترتبط الدبلوماسية الاجتماعية بجملة من القواعد الخاصة بحدود وإمكانية تنفيذها، إذ ليس من الممكن إعتماد هذه الدبلوماسية كوسيلة للتأثير على القضايا المشتركة بين الطرفين دون موافقة الدولة المضيفة للبعثة الدبلوماسية؛ لأنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية إذا ماكانت المشاركة ذات فهم يناقض فهم البعثة نفسها، فالتقاليد والعادات الاجتماعية لها عناصر إدراك خاصة في ذهنية الفرد يصعب تقدير فهمها لدى المتلقي.

فضلاً عن ذلك، هنالك توقيتات معينة ينبغي على موظفي البعثة الدبلوماسية إتقانها لتعطي هذه الدبلوماسيه نتائج الأزمات والاحتفالات بأعياد الدوله المضيفه و المشاركه فيها وتقديم المساعدات للشعوب ، فالسفير الفرنسي في موريتانيا وجميع سفرائها في افريقيا المسلمه قد قدمو عبارات تهنئه وتبريكات في كل من الجزائر والمغرب وموريتان وقدمو  مساعدات في لشراء الاصدضاحي في بعض الدول الافريقيه ونشر مقاطع علي صفحات سفاراتهم توضح الإحتفال بعيد الفطر، وكيفية ذبح ضحية العيد  وتناول وجبة تشبه طقوس مايقوم به المسلمون  في ايام الاعياد، إلى جانب قيام السفير السعودي والايماراتي والصيني في بلدنا من عدة نشاطات إجتماعية من أهمها: تقديم المساعدات كاللحوم والادويه والاجهزه وهذه تعتتبر مساعدات اجتماعيه ودعم اللمحاظر والوقوف مع المواطن في الكثير من القضايا ............

تتطلب الدبلوماسية الاجتماعية وفقاً لهذه القواعد إدراك معادلة التأثير، فعلى الرغم من أن البرنامجين هما يستهدفان المجتمع الموريتاني والمسلم بصفه عامه  إلا أن حدود التأثير مختلفة على مستوى الأداء من ناحية، وعلى مستوى السياسة الخارجية من ناحية أخرى، فالتقارب الفكري والديني  والمشتركات التاريخية تؤدي دوراً مهماً في هذا المجال وتعمل على نقل نطاق التأثير إلى حدود أبعد، فضلاً عن أن الإتزان في الخطاب الدبلوماسي الموجه للمجتمع المستهدف له فاعلية أكبر.

من جهة أخرى، فإنه لا يمكن تجاهل تأثير المصالح في سياسة الدولتين، فإنعكاس الفعل الدبلوماسي السعودي على السياسة الخارجية السعوديه والموريتانيه كان أكبر بالمقارنة مع السياسة الخارجية الاي دولة اخري ، فهنالك تبادل في جميع المجالات  عالي المستوى بين موريتانيا والسعوديه.

 فكلما كانت المشتركات أكبر في مستوى المصالح والتقارب الثقافي والتاريخي كانت نتائج الدبلوماسية الاجتماعية أكثر فاعلية وتأثيراً على السلوك السياسي الخارجي للدول التي تتبنى هذا النمط من الدبلوماسية في تقليص مستويات التوتر والصراع بينهما.

  إن هذه التقنيات جديده عاي الدبلوماسيه وقد ساعدت موظفي البعثات الدبلوماسية في إدارة قضايا التعاون والصراع الخاصة بدولهم فضلاً عن أنها ضاعفت من فرص النجاح في الإنتقال بالعلاقات من مستوى إلى مستوى آخر أكثر قرباً من تحقيق المصالح المشتركة لدولهم. وهنا يتطلب من الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الموريتانيه مقاربة نشاطهم الدبلوماسي بهذه التقنيات مثل المساعده التي قدمناها للبنان واخذت زخم  اعلامي كبير حتي الاعلامي الامريكي والروسي والصيني تكلم عنها بالايضافه الي الهاشتاغ الشهير (اعطيني سمكتي )وان يفكر دبلوماسيينا بجدية في كيفية بناء أنماط جديدة من الفعل الدبلوماسي للتأثير على سياسات الدول التي نشترك معها بالثقافة أو التاريخ ضمن دائرة الجوار الجغرافي أو الإقليمي بهذا الشأن، من أجل مواجهة التحديات التي تواجه الدولة في تنفيذ السياسة الخارجية.

أربعاء, 23/09/2020 - 10:53

          ​