أعلن الديوان الأميري في الكويت، الثلاثاء، الموافق 29 أيلول(سبتمبر)، وفاة الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح أمير دولة الكويت.
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية(كونا) نقلا عن الديوان الأميري" ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه".
الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح أمير دولة الكويت الخامس عشر، والخامس بعد الاستقلال من المملكة المتحدة.
وصباح الأحمد هو الابن الرابع من الأبناء الذكور لأحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر من زوجته منيرة العثمان السعيد العيّار. وهو الأخ غير الشقيق لأمير الكويت الراحل جابر الأحمد.
تزوج صباح الأحمد في ريعان شبابه من الشيخة "فتوح السلمان الحمود الصباح" في أربعينيات القرن العشرين، وهي ابنة عم والده أحمد الجابر الصباح.
بدأ في الانخراط بالسياسة منذ ريعان شبابه
الأحداث الكبيرة التي عاصرها شكلت لديه فهم واسع بالمتغيرات الدولية
تلقى تعليمه في المدرسة المباركية، ثم قام والده أحمد الجابر الصباح بإيفاده إلى بعض الدول للدراسة واكتساب الخبرات والمهارات السياسية وليتعرّف كذلك على طبيعة الأنظمة والعمل والإدارة في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية، حيث واكب صباح إدارة وتعاطي والده أحمد الجابر الصباح مع الأحداث والمتغيرات الداخلية، كما أن العالم آنذاك كان حافلًا بأحداث سياسية وعسكرية عظيمة، أبرزها الحرب العالمية الثانية بالإضافة الى الأحداث التي تسارعت في المنطقة العربية، والتي ساعدته على فهم السياسة والمتغيّرات الدولية بشكل أفضل.
لُقِّب بـ"شيخ الدبلوماسيين العرب والعالم"
هو أوّل وزير إعلام، وثاني وزير خارجية في تاريخ الكويت. ترأس وزارة الشؤون الخارجية للكويت طيلة أربعة عقود من الزمن، ويعود له الفضل خلالها في توجيه السياسة الخارجية للدولة والتعامل مع الغزو العراقي للكويت في عام 1990.
لُقِّب بـ"شيخ الدبلوماسيين العرب والعالم" و"عميد الدبلوماسية العربية والكويتية".
قام بالوساطة في أحداث مفصلية في العالم منذ ستينيات القرن الماضي
أثناء ولايته للشؤون الخارجية، برز دور دولة الكويت كوسيط حيادي كأهم خصائص سياسة الكويت الخارجية، وكانت أول تجربة كويتية للقيام بدور الوسيط الدولي قد حدثت منتصف الستينيات من القرن الماضي.
الوساطة بين مصر والسعودية 1965-1966
بين عامي 1965-1966، قام صباح الأحمد بالوساطة بين مصر والسعودية لحل الصراع العسكري الذي ظهر بين الدولتين على الأراضي اليمنية.
1968 – وساطة بين إيران والبحرين اثمرت عن استقلال الأخيرة
في عام 1968، أسهمت الخارجية الكويتية تحت قيادته بجهود وساطة لحل قضية المطالبة الإيرانية بالبحرين، انتهت بإجراء استفتاء شعبي واستقلال البحرين في عام 1971.
1969 – جهود حثيثة للتوسط بين العراق وإيران حول "شط العرب"
في عام 1969 بذل جهود واضحة من خلال محاولة توسط من أجل الوصول إلى حل للنزاع الحدودي بين العراق وإيران، حول السيادة على شط العرب
1972 - جهود مثمرة أدت الى اتفاق سلام بين شطري اليمن
في عام 1972، إثر تجدّد الاشتباكات العسكرية بين شطري اليمن المنقسم ما بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، قام بزيارة الدولتين في أكتوبر من نفس العام وأثمرت الزيارة توقيع اتفاق سلام بينهما واتفاقية أخرى للتبادل التجاري
1980 - وساطة بين عمان و"اليمن الشعبية"
في عام 1980، قام بوساطة ناجحة بين سلطنة عمان و"جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" أدّت إلى توقيع اتفاق خاص بإعلان المبادئ خفف حدّة التوتّر بين الدولتين.
1983 - جهود مشتركة مع الإمارات لوقف الحرب العراقية - الإيرانية
في عام 1983، قاد وساطة بين بغداد وطهران لوقف الحرب العراقية الإيرانية تنوّعت بين جهود منفردة، وأخرى بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى العمل من خلال المنظمات العربية والإقليمية والدولية.
دور محوري لوقف الحرب الأهلية اللبنانية
خلال الحرب الأهلية في لبنان، كانت الكويت هي الطرف المقبول لدى كافة الأطراف المتنازعة في الساحة اللبنانية.
الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميرا للكويت
تولى مسند إمارة دولة الكويت في 29 يناير 2006 خلفًا لسعد العبد الله السالم الصباح الذي تنازل عن الحكم بسبب أحواله الصحية، وبعد أن انتقلت السلطات الأميرية إليهِ بصفته رئيس مجلس الوزراء، قام مجلس الوزراء في 24 يناير 2006، بتزكيته أميرًا للبلاد، وقد بايعه أعضاء مجلس الأمة بالإجماع في جلسة خاصة انعقدت في 29 يناير 2006. وهو الأمير الثالث الذي يؤدّي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة في تاريخ الكويت.
إصلاحات سياسية واجتماعية واسعة في الكويت
إبان رئاسته لمجلس الوزراء حصلت المرأة الكويتية على حقوقها السياسية تنفيذًا لتوجيهات الأمير جابر الأحمد الجابر الصباح، ثم وزّرت أوّل امرأة في حكومة برئاسته عام 2005، تلا ذلك مشاركة المرأة في العملية الانتخابية في أوّل انتخابات نيابية بعد توليه مسند الإمارة، ومن ثمَّ تُوجّت سياسته الإصلاحية تلك بدخول المرأة لأوّل مرة عضوًا في مجلس الأمة في ثالث انتخابات نيابية تجري في عهده، وقد سمح للمرأة بدخول السلك العسكري، كذلك أعاد التجنيد العسكري الإلزامي في الكويت.
نهضة كبيرة للكويت في عهد الصباح
وشهدت الكويت في عهده نهضة تنمويّة شملت مختلف المجالات، تنفيذًا لتطلّعاته بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي.
واتبع الصباح في عهده سياسة إصلاحية فترسَّخت الحياة الديمقراطية وزادت الحريّات الإعلامية، وانتشرت الصحف والمنابر الإعلامية وتوسّعت مساحات النقد في الكويت.
كرَّمته الأمم المتحدة في 9 سبتمبر 2014 بلقب "قائد للعمل الإنساني" وسُمِّيَت الكويتُ "مركزًا للعمل الإنساني" تقديرًا من المنظمة الدولية للجهود الذي بذلها الأمير وبذلتها الكويت خدمة للإنسانية.