تأبين الدبلوماسي محمد الحسن ولد لبًات لفقيد الوطن العميد المصطفى ولد بدر الدين

اتصل بي المغفور له المصطفى بدر الدين نهاية السنة المدرسية 66/67 بعد ان سلمني المرحوم المختار ولد داداه في حفل توزيع الجوائز جائزة الامتياز لفصول السنة الأولى اعدادي.
بعدها مباشرة اخذني احمدو ولد عبد القادر لسفر الي السينغال تكريما لي على الجائزة .
بعد عودتنا استدرجني المرحوم محمد المصطفى لمكان قريب من ابلوكات و قال : حسن، انت لا يليق بك الا ما يليق بمثلك و هو ان تعطي لشبابك و حياتك معنى يناسب ذهنك الا و هو النضال القومي.
ثم بدأ يعرض علي باسلوب مقنع، مرتب واضح، ملهب للذهن، معاني الحرية و الاشتراكية و الوحدة و يقارن هذا الترتيب الناصري بالترتيب البعثي للمفاهيم الثلاثة. بعد ذلك بأيام قليلة اتصل بي الأخ محمدو الناجي محمد أحمد ليضمني إلى خلية للقوميين العرب.
كانت هي اول هيئة سياسية انضم اليها .
كان الرجال الثلاثة احمدو ، بدر الدين، محمدو الناجي قد تعاقبا علي لتوعيتي و تاطيري و اكتتابي في الحركة السرية للقوميين العرب التي كانوا من ابرز روادها في ذلك الوقت،
لقد كان المرحوم المصطفى هو مفكر و معلم الجماعة، و عمادها الذي تدور حوله، تماما كبيت المحك في القصيدة العربية.
لقد كان في ذلك التاريخ كما في فترات لاحقة مشعل الكفاح و التحولات الفكرية اللاحقة إلى ان انتقل الي جوار ربه.
تفرق الرفاق من حوله فلم يستسلم للياس و صمد.
التام بعضهم حوله فلم يدفعه ذلك للغطرسة و حب الظهور، فتوارى وراء آخرين اقتنع انهم اجدر بالمكان الأول في الريادة.
ضعفت صلاته مع البعض فلم يبغضهم و لم يشتمهم و لم يقذفهم و لم يقطع الصلة معهم .. انصهر مع آخرين فلم يساوم معهم علي قناعاته.. ما دفعه الإختلاف الي قذف او بغض كما لم يمل عليه حبه و عطفه ووده المساومة علي القناعة و المبادئ و ما يراه عين الحقيقة و صلب الصواب.
لقد عاش- كالعظماء - حرا، كريما، مبدئيا، كالصخرة الشماء لا يلين و لا يتبخر.
برحيله يتيتم المحرومون و المغبونون و المقصيون و ينحفر في الضمير النخبوي حفر عميق لن ينسد له فراغ.
اللهم اغفر له و ارحمه و تجاوز عنه و الحقه بعبادك الصالحين من النبيين و الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا.
اللهم يا غفور ، با رحيم، يا ذا الجلال و الاكرام، تقبله في علياء فراديسك، يا حي يا قيوم.

و إنا لله و إنا إليه راجعون

_*محمد الحسن ولد لبات*_

اثنين, 12/10/2020 - 10:25

          ​