نبذة عن حياة المغفور له محمد المصطفى ولد بدر الدين

ولد المرحوم محمد المصطفي ولد بدر الدين أواخر اربعينيات القرن العشرين في ضواحي صنكراف،قرب مدينة مقطع لحجار. وحفظ القرأن علي يد أبه،المرحوم عبد الله ولد بدر الدين الذي كان من أبرز علماء المنطقة أنذك وكان عمره لا يتجاوز عشر سنين.

وبدأ بقرض الشعر مبكرا حيث نالت أول محاولة له اعجاب شعراءقربته الذين نظموا حفلا بديعا بمناسبة ابيات شعرية قالها يمدح الشاي.

وانتمي لحركة النهضة مبكرا وكان من اصغر شبابها. واعتنق الفكر القومي العربي أثناء دراسته في مصر بداية الستينات وترقي فيها حتي اصبح من أبرز قياداتها علي المستوي القومي العربي.

وبعد احداث ٦٦الأليمة التي لم يشارك فيها،لكونه كان في الخارج للدراسة،وبعد هزيمة حزيران سنة ٦٧،بدأ تأملات ودراسات الوضع الدولي،والعربي،والوطني،فتوصل هو وبعض رفاقه الي أن الفكر القومي لا يصلح لموريتانيا متعددة القوميات. الشيئ الذي جعله وبعض رفاقه يقومون بتأسيس الحركة الوطنية الديمقراطية،فاتح ابريل سنة ١٩٦٨ في قرية تقماجي في مقاطعة كيهيدي.ومن بين مؤسيسي هذه الحركة محمد عينين ولد احمد الهادي,سيدي محمد ولد سوميدع،محمدن ولد أشدو,احمدو ولد عبد القادر ، بالاضافة الي بدر الدين طبعا وقام هؤلاء المؤسسون بتحليل علمي وطبقي معمق للوضع السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي،واتفقوا علي أن موريتانيا مازالت مستعمرة فرنسية يقودها تخالف بورجوازي- بيروقراطي-اقطاعي وان الحركة ينبغي عليها أن تعتمد علي الطبقة العاملة،و الفلاحين والأقليات القومية والنساء،والشباب وجميع المظلومين والمضطهدين وتطالب بتحرير العبيد والعبيد القدامي حتي يتسني لها القيام بالاستيلاء علي ثروات البلاد واصلاح التعليم والقيام بثورة عقارية.

وعاد المؤتمرون الي من حيث أتوا سوي سوميدع الذي ذهب الي ازويرات حيث قامت في اقل من شهرين إضرابات العمال الذين تعرضوا لمذبحة ٢٩مايو من نفس السنة.

فحرر سوميدع منشورا شديد اللهجة ووزعه توزيعا شاملاواصدرومكتب نقابة المعلمين العرب بيانا ندد بشدة بهذه المذبحة الشنيعةكماكمانظم مسيرة احتجاجية حاشدة ضد هذه المذبحة في انواكشوط يوم ٦ يونيو ٢٩٦٨ تحت قيادة بدر الدين. وحضر هذه المسيرة سوميدع،و سوماري حسن ولفيف كبير من الشباب المدرسي.

فسجن هو وجميع أعضاء مكتب نقابة المعلمين العرب لمدة ٣ اشهر وتم تحويله بعد ذلك الي غابو ولاية كيديماغا. كما سجن ١٠ يناير ١٩٧١علي اثر مهرجان نقابي عقده ورفاقه وعدد كبير من القادة النقابيين قضوا ٥ اشهر بعد محاكمة حاصرها الشعب ومنع من المشاركة في امتحان التجاوز في مدرسة تكوين الاساتذة والمفتشين العلياليعود معلمامرةأخري .سجن ١٩٧٢ بعد احتجاج قاده هو وقادة أخرون ضد تجنيد الطلاب الاجباري الظالم لمدة أكثر من سنة ووجهت له تهمة الخيانة العظمي وحول من سجن تامشكط الي سجن لعيون لمحاكمته هناك.

وحاول النظام العسكري سجنه مايو ١٩٧٩لكنه اختفي في دولة سنغال.

واعتقل يونيو سنة ٢٩٩١ بسبب مشاركته في تأسيس الجبهة الديمقراطية من أجل الوحدة والتغير التي كانت تطالب بالديمقراطية و بالتحقيق في انتهاكات حقوق الأقليات الزونجية. واخيرا اعتقل علي اثر احداث الخبز سنة ٢٩٩٥ لمدة شهر.

وتجدر الإشارة إلي أنه بعد إطلاق سراحه مايو ١٩٧١ عاد الي مدرسة تكوين الأساتذة والمفتشين لخوض امتحانات التجاوز لكنه منع من ذلك واعطي بدلا منه منحة ليكمل دراسته في الخارج،فرفض قائلا إنه يفضل البقاء معلما بين شعبه علي كل الشهادات في الخارج التي تبعده عن شعبه علي اهميتها، فعاد معلما الي من حيث أتي،غابو في ولاية كيديماغا.

ابان افتتاح السنة الدراسية ١٩٧١-١٩٧٢ شارك مرة أخري في مسابقة الأساتذة حيث نجح لوحده،فاعطته المدرسة منحة في الخارج فامتنع بنفس الحجة.وبعد تخرجه مفتشا سنة ٧٥-٧٦،وكان هو الاول من دفعته أعطته الوزارة منحة للدراسة في الخارج فرفض بنفس الحجة.

ويعرف جميع قادة الحركة الوطنية الديمقراطية وحزب الكادحين أن المرحوم بدر الدين هوالذي كان ينظرللمظاهرات الجماهيرية والاعتصامات والاضرابات ويختار مؤطريها ويحدد شعاراتها.ووجود بدر الدين علي رأس الاحتجاجات الجماهيرية يرعب قوات القمع التي لا تجرؤوا علي اقتحام احتجاج جماهيري يقوده بدر الدين وهو عندما يري قوات القمع يستأسد كالليث المجروح الواقف أمام عرينه دفاعا عن أولاده.و ويزرع هذالموقف الشجاعة والصمود في نفوس المحتجين.

ولم تتمكن ابدا قوات القمع من اعتقال مناضل خلال مظاهرة يقودها بدرالدين بل كان عليها أن تنتظر حتي تتفرق المظاهرة كي تعتقل الناس في منازلهم.

وكان بدر الدين محجة لكل المظلومين من عمال وفلاحين وطلاب وتلاميذ ونساء وشباب وكل أصحاب الحقوق الضائعةالذبن يأتونه من كل أنحاء موريتانيا بحثا عن حل مشاكلهم قبل وأثناء وبعد فترته في الجمعية الوطنية. الي اين سيتوجهون هؤلاء الأن؟ أن افكار وأسلوب ومواقف بدر الدين لن تموت بل ستظل حية محمولة عالية فوق المشعل الذي احاله هو الي رفاق دربه الحقيقيين الاوفياء.

رحم الله بدر الدين الذي رحل الي جوار ربه واقفا ماسكابيديه ما وهب نفسه له مدة حياته الحافلة بالنضال والتضحية والنظافة ودعم الشعوب المظلومة.

ويشهد الكثير من العلماء الاجلاء،من بينهم محمد منة الله ولد جار حفيدالعالم الجليل والولي الصالح الشيخ ولد أمني،ان ماكان يقوم به المرحوم بدرالدين جهاد في سبيل الله.

سيدنا ولد محمد

ثلاثاء, 20/10/2020 - 09:41

          ​