حين تصبح المعارضة منقصة في بلد ديمقراطي

لا توجد معارضة في موريتانيا بما تعنيه مفهوم الكلمة في المعجم السياسي للبلدان الديمقراطية، فلم تخرج المعارضة في موريتانيا عن حدود  الدفاع عن المصالح الشخصية، وكسب شعبية وسمعة ومال وشيء من حظوظ الدنيا، إلا أن ظاهرة المعارضة أخذت اليوم تختفي من الساحة السياسية في بلد ديمقراطي أو يطمح لذلك، الأمر الذي ينعكس سلبا على المواطن، وإن وجدت معارضة فإنما توجد على خفية وحذر، فتكون معارضة سرية متحفظة وموسمية، أو خلف قضية محددة.

وقد انعكس هذا الواقع سلبا على واقع السياسة المحلية وعلى الإعلام بصورة أوضح، حيث أن انعدام المعارضة بمفهومها الرادكالي وركود عملها الميداني، في الوقوف مع المواطن وهمومه والبحث عن حل لمشاكله العالقة، كلها أمور تمنع فرصة وجود ديمقراطية في أي بلد ما، ومن جهة أخرى، فإن الاعلام هو ظل السياسة، الذي يعكس حقيقة ما يجري في أي بلد، وقد شهد النظام الحالي مع بداياته انفتاحا كبيرا على الطيف المعارض، ودعوة كبار من كانوا يوصفون بالمعارضين الكبار، إلى القصر الرئاسي للحديث مع رئيس الجمهورية عن قرب، وهي فرصة لم يحظو بها في السابق، ما زاد من الود والهدنة بين أطراف المشهد السياسي، وجعل المعارضة تقترب من العمل مع النظام، وتختفي جرؤتها وحماستها للنقد والانتقاد، وهو أمر يؤثر سلبا على حياة المواطن وعلى واقع البلد.

ورغم انتقال الواقع السياسي و الاعلامي من الميدان الواقع إلى عوالم التواصل الاجتماعية، انعكست اللعبة وأصبح بوسع المواطن البسيط أن ييرز موقفه من الأحداث للجهات الرسمية وبسهولة، وظهرت معارضة جديدة يحمل لواؤها ما أطلق عليه " المدونون" المشنعون والمثبطو،ن لكل قضية، والذي باتوا يسعون هم أيضا إلى احتلال مكانة مرموقة في صف الاعلاميين في واقع اليوم.

والمفاجئ في الأمر أن الاعلام الرسمي أصبح يكتب ما كان من مسؤولية المعارضة التي فشلت في إيجاد مكان لها في الساحة، جعل بعض السياسيين، يشمئزون من وصفهم بالمعارضين، ويرون في ذلك منقصة ونكوص حظ في واقع السياسة اليوم وأصبح الكل يتجه إلى مشرب واحد هو صف النظام، ورغم كل ذلك، فإن نظام ولد الشيخ الغزواني لا يزال لا يملك إعلاما بحجم مكانته، والتحديات التي تواجهه في الواقع وفي مواقع التواصل الاجتماعي..

 

 

ولد هيبه

أحد, 08/11/2020 - 11:23

          ​