بعد فشل الحكومة ولد الشيخ الغزواني يطلع بنفسه على هموم المواطنين ومشاكلهم

لم تأت زيارة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للولايات الداخلية، وإشرافه بنفسه على افتتاح العام الدراسي  من مقاطعة امبود؛ من فراغ، فهي نتيجة فشل سياسي ذريع لوزيره الأول وأغلبية حكومته، وهي كذلك محاولة لوفائه ببرنامج "تعهداتي " الذي وعد به منتخبيه خلال برنامجه الرئاسي.

ووفق المتابعين للساحة السياسية الوطنية فقد نجح ولد الشيخ الغزواني في تعيينه لوزير دفاع قوي ينبثق من المؤسسة العسكرية، وهو فريق سابق من الجيش، وأهل للمسؤولية، كما نجح في اختيار قادة عسكريين وأمنيين أكفاء، كانوا على قدر المسؤولية.

ويكاد المهتمون بالشأن الوطني يجمعون على أن  رئيس الجمهورية يفتقد لإعلام في القصر يدافع عن  مشاريعه وبرامجه السياسية، بل يوجد إعلام يروج لوزير الصحة، والمدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم، وأما ما يقوم به رئيس الجمهورية وبعض أعضاء حكومته فلا يجد من يواكبه إعلاميا، كما لا يوجد مستشارون أكفاء في القصر يقوّمون ما يقوم به الرئيس، ويقولون له الحقيقة، بل لا يوجد في القصر إلا من يقول له فلان قال عنك أو قال فيك، لهذه الأسباب أخذ ولد الغزواني زمام الأمور بنفسه، فلو كان لديه مستشارين أكفاء لما تركوا الشيخ الرضى يدخل عليه، وهو المتابع لدى العدالة بعد أكله أموال اليتامى والفقراء، وما تركوه يلتقي رجل الأعمال التقليدي بهاي ولد غده، الذي لم تكن تربطه علاقة بالدولة، وهو رجل العشرية الذي أتى على الأخضر واليابس، ولا تركوه يلتقي زين العابدين الذي يعتبر أكبر رجال العشرية التي صنعته، و لكنه يفتقد لمستشارين صادقين يآزرونه بنصائح تجنبه الكثير من التناقضات السياسية، وقد نسي المستشارون أو تناسوا أن ولد الغزواني كان وزيرا للدفاع، وقائدا لأركان الجيوش العامة، و مديرا للأمن الوطني، وكان في المخابرات العسكرية ولديه من المخبرين الصادقين أكثر مما يوجد في القصر من الذين يزيفون الحقيقة.

  حتى أن فشل الحكومة وصل لدرجة أن أصبح ولد الغزواني يقوم بالسياسة الداخلية الى جانب السياسة الخارجية فاغلبية حكومته في واد والشعب في واد آخر، وهذا ما بات يدركه الجميع.

وقد اتخذ رئيس الجمهورية قرار زيارة الولايات بعد أن تأكد من فشل حكومته في تسوية مشاكل المواطنين، فقام بلقاء المواطنين وبماشرة الاطلاع على همومهم خلال زياراته، وترجح بعض المصادر الخاصة أنه بعد نهاية زيارات ولد الغزواني سينهي عمل الحكومة الحالية، وليس أمامه سوى تعيين حكومة سياسية يقودها وزير أول له خبرة وتجربة ميدانية، أو القيام بحوار سياسي وطني ويختار على إثره حكومة توافق يقودها سياسي مخضرم.

وما يحتاجه ولد الغزواني اليوم هو حكومة سياسية قوية بوسعها تغطية هموم المواطنين في كل ولايات الوطن، خلافا للحكومة الحالية التي يسميها البعض حكومة  باسم الشور البيظاني المعروف"العب يخي " فليس بوسعها تأدية مسؤولياتها على الوجه المطلوب.

 

اتلانتيك ميديا

 

 

اثنين, 16/11/2020 - 11:59

          ​