ستينيّة وطن وميلاد رئيس!

أكاد أجزم بأن ما سيحمله خطابُ ستينية الإستقلال، سيكون المُنعرج الحاسم في مرحلة ما بعد ولد عبد العزيز، بل و ربما يعدٌ بمثابة "الفرصة الأخيرة" للرئيس غزواني لإثبات نفسه، باتخاذ قرارات مصيرية تعيد إليه بعض الثقة التي بدأ يفقدها مع الوقت نتيجة حكم عام ونصف من التّيه.
جميعنا باتَ يدرك أن مستقبل موريتانيا اليوم، أو خلال خمسية غزواني الأولى على الأقل؛ اصبح مرتبطاً بمصير علاقة "المُحمدين" وكأن البلد قدّر له أن لا يخرج من مأزق أنقلاب أمزجة بعض قادة العسكر في خريف 2008 أو أن حظّه العاثر أبتلاه بصراع تبادل الأدوار ومن ثم العودة إلى نقطة الصفر.
بغضّ النظر عن إشاعة قرب تحريك ملف فساد عشرية ولد عبد العزيز، أو محاولة الإلتفاف على الملف برمته، فإن البلد يعيش وضعية مزريّة على كافة المستويات، والمواطن الحالم بغد أفضل أدرك بأنه يطاردُ خيطَ دخان،.. لا شيء تغيّر اللّهم إن كانت فصول السنة وهواجس جائحة تصدى لها المواطنون بالصبر والدعاء؛ فالوجوه هي نفسها والشعارات كذلك، والتذّمر ونفاذ الصبر باتَ السمة الغالبة في كل مناحي الحياة. والعمل الحكومي لم يتجاوز صفة "حبر على ورق" رغم لَبوس التكنوقراط المزيّف.
غزواني اليوم أمام تحدي كبير؛ إمّا أن يكون أو لا يكون،.. عليه أن يولد من جديد.. يخرج عن صمته أو ينزل من برجه العالي، عليه أن يُبرز ملامحَ مأموريته الأولى بشكل فعلي، ويشاطر ناخبيه آمالهم في التغيير والعدل والمساواة المنشودة، وأن ينتصر لبلده في ذكراه المجيدة، فنحن أمة لا تأكل من الحكمة ولا تقتات على الأخلاق و الرزانة؛ نريد أن نعيش بكرم في أرض الآباء والأجداد ونتوقُ لعقاب كل من خان الأمانة وبدد أموال الشعب.. أو وفر على شعبك يا فخامة الرئيس عناء الأمل وحلم التغيير، وأثبت للجميع بأن كل تلك الكرنفالات، هي مجردُ نسخة محلية من "ميدفيدف" روسيا مع فوارق التوقيت والطموحات بكل تأكيد.

 

سيدي محمد صمب باي
 

أحد, 29/11/2020 - 11:47

          ​